صفحة جزء
وفد بني سعد هذيم

وقدم على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بنو سعد هذيم ، من قضاعة ، في سنة تسع .

ذكره الواقدي عن ابن النعمان منهم ، عن أبيه ، قال : قدمت على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وافدا في نفر من قومي ، وقد أوطأ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، البلاد غلبة وأذاخ العرب ، والناس صنفان : إما داخل في الإسلام راغب فيه ، وإما خائف من السيف ، فنزلنا ناحية من المدينة ، ثم خرجنا نؤم المسجد ، حتى انتهينا إلى بابه ، فنجد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يصلي على جنازة في المسجد ، فقمنا خلفه ناحية ، ولم ندخل مع الناس في صلاتهم حتى نلقى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ونبايعه ، ثم انصرف رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلينا فدعا بنا ، ثم قال : "من أنتم ؟" فقلنا : من بني سعد هذيم ، فقال : "أمسلمون أنتم ؟" قلنا : نعم ، قال : "فهلا صليتم على أخيكم ؟" قلنا : يا رسول الله ، ظننا أن ذلك لا يجوز لنا حتى نبايعك ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "أينما أسلمتم فأنتم مسلمون" . قال : فأسلمنا وبايعنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بأيدينا على الإسلام ، ثم انصرفنا إلى رحالنا ، وقد كنا خلفنا عليها أصغرنا ، فبعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في طلبنا ، فأتي بنا إليه ، فتقدم صاحبنا فبايعه على الإسلام ، فقلنا : يا رسول الله ، إنه أصغرنا وإنه خادمنا ، فقال : "أصغر القوم خادمهم ، بارك الله عليه" . قال : فكان والله خيرنا وأقرأنا للقرآن ، لدعاء رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، له ، ثم أمره رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، علينا ، فكان يؤمنا . فلما أردنا الانصراف أمر [ ص: 332 ] بلالا فأجازنا بأواق من فضة ، لكل رجل منا ، فرجعنا إلى قومنا ، فرزقهم الله الإسلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية