صفحة جزء
ذكر ابن المديني ، عن سفيان بن عيينة أنه سمع ابن شهاب يقول: لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا، يعني ابن إسحاق. وروى ابن أبي ذئب ، عن الزهري أنه رآه مقبلا فقال: لا يزال بالحجاز علم كثير ما بقي هذا الأحول بين أظهرهم، وقال ابن علية: سمعت شعبة يقول: محمد بن إسحاق صدوق في الحديث. ومن رواية يونس بن بكير ، عن شعبة: محمد بن إسحاق أمير المحدثين. فقيل له: لم؟ فقال: لحفظه.

وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا ابن المنذر ، عن ابن عيينة أنه قال: ما تقول أصحابك في محمد بن إسحاق؟ قال: قلت إنهم يقولون: إنه كذاب، قال: لا تقل ذلك.

وقال ابن المديني: سمعت سفيان بن عيينة سئل عن محمد بن إسحاق، فقيل له ولم لم يرو أهل المدينة عنه؟ فقال: جالسته منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقولون فيه شيئا. وسئل أبو زرعة عنه فقال: من تكلم في محمد بن إسحاق؟ هو صدوق.

وقال أبو حاتم: يكتب [ ص: 56 ] حديثه.

وقال ابن المديني: مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة فذكرهم، ثم قال: وصار علم الستة عند اثني عشر رجلا، أحدهم ابن إسحاق. وسئل ابن شهاب عن المغازي، فقال: هذا أعلم الناس بها، يعني ابن إسحاق.

وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن إسحاق.

وقال أحمد بن زهير: سألت يحيى بن معين عنه، فقال: قال عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق.

وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، قال: سمعت أبا معاوية يقول: كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، فقال: احفظها علي، فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي. وروى الخطيب بإسناد له إلى ابن نفيل ، حدثنا عبد الله بن فائد، قال: كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن.

وروينا من طريق البخاري قال: قال لي إبراهيم بن المنذر: حدثنا عثمان بن عمر أن الزهري كان يتلقف المغازي من ابن إسحاق.

وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري: محمد بن إسحاق قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، منهم: سفيان ، وشعبة ، وابن عيينة، والحمادان، وابن المبارك ، وإبراهيم بن سعد. وروى عنه من الأكابر يزيد بن أبي حبيب. وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا; مع مدحة ابن شهاب له. وقد ذاكرت دحيما قول مالك - يعني فيه - فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر.

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: الناس يشتهون حديثه، وكان يرمى بغير نوع من البدع.

وقال ابن نمير: كان يرمى بالقدر وكان أبعد الناس منه.

وقال البخاري: بلغني أن له ألف حديث ينفرد بها لا يشاركه فيها أحد.

وقال علي بن المديني ، عن سفيان: ما رأيت أحدا يتهم محمد بن إسحاق.

وقال أبو سعيد الجعفي: [ ص: 57 ] كان ابن إدريس معجبا بابن إسحاق; كثير الذكر له، ينسبه إلى العلم والمعرفة والحفظ.

وقال إبراهيم الحربي: حدثني مصعب قال: كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث.

وقال يزيد بن هارون: ولو سود أحد في الحديث لسود محمد بن إسحاق.

وقال شعبة فيه: أمير المؤمنين في الحديث. وروى يحيى بن آدم ، حدثنا أبو شهاب قال: قال لي شعبة بن الحجاج: عليك بالحجاج بن أرطاة ، وبمحمد بن إسحاق، وقال ابن علية: قال شعبة: أما محمد بن إسحاق ، وجابر الجعفي فصدوقان.

وقال يعقوب بن شيبة: سألت ابن المديني: كيف حديث محمد بن إسحاق؟ صحيح؟ قال: نعم. حديثه عندي صحيح. قلت له: فكلام مالك فيه؟ قال: لم يجالسه ولم يعرفه. ثم قال علي: ابن إسحاق أي شيء! حدث بالمدينة. قلت له: فهشام بن عروة قد تكلم فيه. فقال علي: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها. وسمعت عليا يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة: حدثني أبو الزناد، ومرة: ذكر أبو الزناد. وروي عن رجل عمن سمع منه يقول: حدثني سفيان بن سعيد ، عن سالم أبي النضر ، عن عمير "صوم يوم عرفة"، وهو من أروى الناس عن أبي النضر. ويقول: حدثني الحسن بن دينار ، عن أيوب ، عن عمرو بن شعيب في "سلف وبيع"، وهو من أروى الناس عن عمرو [ ص: 58 ] بن شعيب.

وقال علي: لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين: نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة". والزهري ، عن عروة ، عن زيد بن خالد "إذا مس أحدكم فرجه.." هذين لم يروهما عن أحد، والباقون يقولون: ذكر فلان، ولكن هذا فيه حدثنا.

وقال مرة: وقع إلي من حديثه شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث، ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه.

وقال البخاري: رأيت علي بن المديني يحتج بحديثه، وقال لي: نظرت في كتابه فما وجدت عليه إلا حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين.

وقال العجلي: ثقة. وروى المفضل بن غسان ، عن يحيى بن معين: ثبت في الحديث.

وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين عنه: في نفسك شيء من صدقه؟ قال: لا، هو صدوق. وروى ابن أبي خيثمة ، عن يحيى: ليس به بأس.

وقال ابن المديني: قلت لسفيان: كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال: أخبرني أنها حدثته، وأنه دخل عليها - فاطمة هذه هي زوج هشام بن عروة - وكان هشام ينكر على ابن إسحاق روايته عنها، ويقول: لقد دخلت بها وهي بنت تسع سنين وما رآها مخلوق حتى لحقت بالله.

وقال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: هو حسن الحديث.

[ ص: 59 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية