الأنوار في شمائل النبي المختار

البغوي - الحسين بن مسعود البغوي

صفحة جزء
200 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه أنا أبو إسحق إبراهيم بن خزيم الشاشي نا عبد بن حميد نا عبد الرزاق بن سعد أنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عباد بن حبيش عن عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال القوم : هذا عدي بن حاتم وجئت بغير أمان ولا كتاب فلما رفعت إليه أخذ بيدي وقد كان قال : قبل ذلك إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي قال : فقام بي فلقيته امرأة وصبي معها فقالا : إن لنا إليك حاجة فقام معها حتى قضى حاجتهما ثم أخذ بيدي حتى أتى بي داره فألقت له الوليدة وسادة فجلس عليها وجلست بين يديه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما يفرك إلا أن يقال : لا إله إلا الله فهل يعلم [ ص: 168 ] من إله سوى الله ؟ قال : قلت : لا قال : ثم تكلم ساعة ثم قال : إنما تفر أن يقال الله أكبر وتعلم شيئا أكبر من الله ؟ قال : قلت : لا قال : فإن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضلال قال : قلت : فإني حنيف مسلم فرأيت وجهه تبسط فرحا قال : ثم أمرني فأنزلت عند رجل من الأنصار فجعلت أغشاه آتيه طرفي النهار قال : فبينا أنا عنده غشية إذ جاء قوم في ثياب من الصوف من هذه النمار قال : فصلى وقام فحث عليهم ثم قال : ولو بصاع ولو بنصف صاع ولو بقبضة ولو ببعض قبضتك يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار ولو بتمرة أو بشق تمرة فإن أحدكم لاقي الله فقائل له ما أقول لكم : ألم أجعل لك سمعا وبصرا ؟ فيقول : بلى فيقول : ألم أجعل لك مالا وولدا ؟ فيقول : بلى قال : فأين ما قدمت لنفسك ؟ فنظر قدامه وبعده وعن يمينه وشماله ثم لا يجد شيئا يقي به وجهه جهنم توق أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة لينة فإني لا أخاف عليكم الفاقة فإن الله ناصركم ومعطيكم حتى يسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة أكثر ما يخاف على مطيتها السرق قال : فجعلت أقول في نفسي أين لصوص طيء .

التالي السابق


الخدمات العلمية