199 - فصل  
المذهب الرابع :  
أنهم في منزلة بين الجنة ، والنار     :  
فإنهم ليس لهم إيمان يدخلون به الجنة ، ولا لآبائهم إيمان يتبعهم أطفالهم فيه تكميلا لثواب ، وزيادة في نعيم ، وليس لهم من الأعمال ما      
[ ص: 1125 ] يستحقون به دخول النار ، ولا من الإيمان ما يدخلون به الجنة ، والجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة ، والنار لا يدخلها إلا نفس كافرة ، وهذا قول طائفة من المفسرين .  
قالوا : وهم أهل الأعراف .  
قال  
عبد العزيز بن يحيى الكناني     : هم الذين ماتوا في الفترة ، وأطفال المشركين .  
وأرباب هذا القول إن أرادوا أن هذا المنزل مستقرهم أبدا فباطل ، فإنه لا مستقر إلا الجنة أو النار ، وإن أرادوا أنهم يكونون فيه مدة ، ثم يصيرون إلى دار القرار فهذا ليس بممتنع .  
والصحيح في أهل الأعراف أنهم قوم تساوت حسناتهم ، وسيئاتهم ، فقصرت بهم حسناتهم عن النار ، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ، فبقوا بين الجنة ، والنار : كذا قال غير واحد من الصحابة منهم : حذيفة ، وأبو هريرة ، وغيرهما .