صفحة جزء
216 - وفي لفظ آخر: "استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني ولم ينبغي أن يشتمني، قال يقول: وا دهراه وأنا الدهر".

اعلم أن هذا الخبر قد اقترن به تفسير من النبي، صلى الله عليه وسلم، في بعضه، فوجب الرجوع إلى تفسيره، وذلك أن فسر قوله: مرضت واستطعمت واستسقيت، على أنه إشارة إلى مرض وليه واستسقائه واستطعامه، وأضاف ذلك إلى نفسه إكراما لوليه ورفعة لقدره، وهذه طريقة معتادة في الخطاب يخبر السيد عن نفسه ويريد عبده إكراما له وتعظيما، وعلى هذا يحمل قوله: ( إن الذين يؤذون الله ورسوله ) ، معناه: أولياء الله ورسله، وكذلك قوله تعالى: ( فلما آسفونا انتقمنا منهم ) أي آسفوا أولياءنا والناصرين لديننا، لاستحالة أن يؤذى الله ويحارب. [ ص: 225 ]

وأما قوله: "لو عدته لوجدتني عنده" معناه وجدت رحمتي وفضلي وثوابي وكرامتي في عيادتك له.

التالي السابق


الخدمات العلمية