صفحة جزء
289 - وحكى ابن فورك ، عن أبي بكر خزيمة ، أن ذكر في كتاب التوحيد : أن من الكفار من يرى الله يوم القيامة رؤية امتحان قبل أن يوضع الجسر بين ظهراني جهنم [ ص: 291 ] [ ص: 292 ] [ ص: 293 ] [ ص: 294 ] [ ص: 295 ] وأنكر ابن فورك هذه المقالة وقال : هي محدثة لأن من الناس من منع الرؤية ، وقال : لا يراه مؤمن ولا كافر ، وهم المعتزلة ، ومنهم من قال : يراه المؤمنون دون الكافرين ، ومنهم من قال - وهو ابن سالم - : يراه جميع الكفار وكان مذهبا مرغوبا عنه مبدعا فيه عند علماء العراق والحجاز .

وقد احتج ابن خزيمة لقوله بما تقدم من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجمع الله الناس فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد القمر ، ومن كان يعبد الشمس ، ومن كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتي ربنا ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه " والجواب : أنه ليس في هذا ما يدل على الرؤية ، وإنما فيه أنه يخاطبهم ، وقد يجوز أن يخاطب الخلق من غير أن يروه

التالي السابق


الخدمات العلمية