صفحة جزء
311 - وقد حمل أبو بكر عبد العزيز قوله تعالى : ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) على ظاهره وأن ذلك راجع إلى ذاته ، ذكر ذلك في كتاب التفسير في الكلام على قوله : ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ) فقال : قد قال بعض أهل العربية في قوله : ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) يقول : في قدرته واستشهد على ذلك بقوله : ( أو ما ملكت أيمانهم ) وليس المراد بالملك اليمين دون سائر الجسد ، ولأنك تقول : هذا الشيء في قبضتك ، أي في قدرتك ، ثم أجاب عن ذلك بأن قال : ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين يشهد على بطلان هذا القول ، وهو يؤول إلى قول جهم وذلك قوله تعالى : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " فوضع يده بين كتفي " وقال صلى الله عليه وسلم : " فأقوم عن يمين ربي مقاما لا يقومه غيري " [ ص: 331 ] فقد احتج عليه بهذه الأشياء لإثبات اليمين والقبض بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية