صفحة جزء
342 - وروى أبو بكر في كتاب الشافي بإسناده ، عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله عز وجل في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ليس لصاحب الشاة فيها نصيب " .

فقد نطق الكتاب والسنة بإثبات هذه الصفة ، وغير ممتنع حمل ما رواه واثلة على ظاهره ، لا على وجه التكرار ، كما جاز وصفه تعالى بأن له تسعة وتسعين اسما لا على وجه التحديد ، وكما جاز وصفه بالعلو لا في جهة ، وكذلك جواز النظر إليه لا في جهة ، وإن كنا نعلم أن العلو ضد السفل ، والنظر لا يصح في الشاهد إلا في وجهة ، كذلك ها هنا .

وكما جاز وصفه بالذات ، وإن كان حقيقة الذات في الشاهد هو الجسم المؤلف ، وكذلك جاز وصفه بالسمع والبصر والوجه وغير ذلك ، ولا نقول إنها جميعه ولا بعضه ، وإن كانت في الشاهد أنها بعض الذات ، كذلك لا يمتنع وصفه بالعدد وإن لم يتعدد ، ولا يصح تأويله على ما يحدثه في كل حال من تغيير الأحوال لوجهين : أحدهما : أن ما يحدثه لا يختص بتسعة وتسعين رحمة والثاني : أن هذه الأشياء تصدر عن القدرة لا عن النظر فعلم أن المراد بالخبر إثبات صفة ترجع إلى النظر الذي هو الرؤية ، لا على وجه [ ص: 364 ] التكرار لاستحالة التكرار في صفات ذاته ، لأن تكرارها يفضي إلى حدثها [ ص: 365 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية