صفحة جزء
365 - وقد نص أحمد على ذلك في رسالة أبي العباس أحمد بن جعفر الفارسي [ ص: 388 ] فقال : كلم الله موسى تكليما من فيه .

فإن قيل : هذا الحديث ضعيف يرويه موسى بن عبيدة ، وقال يحيى بن سعيد القطان : موسى بن عبيدة ضعيف .

قيل : هذا غلط ، لأن موسى بن عبيدة رجل من أهل الربذة لا بأس به ، وقد روى عنه وكيع وهو من أئمة أصحاب الحديث وأما محمد بن كعب : فهو من علماء التابعين بالتفسير والفتيا ، وأبوه كعب بن [ ص: 389 ] سليمان من الصحابة .

فإن قيل : فنتأول قوله : " من في الرحمن " معناه من الرحمن قيل : هذا غلط ، لأنه يتضمن حذف صفة قد ورد الخبر بها ، وعلى أنه إن جاز هذا التأويل وجب مثله في قوله ( خلقت بيدي ) معناه بذاتي ويكون ذكر اليد زائدا ، وكذلك قوله : ( ويبقى وجه ربك ) وقوله : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) المراد به : ذاته ، وليس المراد به الوجه الذي هو صفة ، ولما لم يجز هذا هناك كذلك ها هنا ، ولأن هذا يؤدي إلى جواز القول بأن لله في ، وأنه يجوز أن يدعى فيقال : يا في اغفر لنا ، وهذا لا يجوز ، فامتنع أن يكون المراد بالفي الذات ، لأنه لا يجوز وصفه ودعاؤه بذلك [ ص: 390 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية