صفحة جزء
سجع :

لو رأيت الظلمة قد ذلوا بعد الارتفاع ، وصاروا تحت الأقدام وكانوا على يفاع ، وبكوا ولا ينفعهم على وفاق الطباع ، وكيل لهم الجزاء عدلا بأوفر صاع ، وعلموا أن الأعمار مرت بالغرور والخداع ، وأن ملكا كانوا فيه بئس المتاع ، ودوا لو أن لقاء الدنيا كان لهم الوداع ، مرضوا بالحسرات والحسرات أشد الأوجاع ، وندم من مد الباع فاشترى ما يفنى وباع ، لا ينظر إليهم يوم القيامة كأنهم رديء المتاع ، ظهر ذلهم بين الخلائق كلهم وشاع ، ورأوا من الأهوال ما أزعجهم وراع ، حشر الخلائق كلهم يومئذ في قاع ، وطارت الصحف والرقاع في تلك البقاع ، وقربت الأعمال ونودي : سماع سماع ، ونفعت الشفاعة للمؤمنين وما للفجار انتفاع ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع .

قوله تعالى : يعلم خائنة الأعين قال ابن قتيبة : الخائنة والخيانة واحد ، وللمفسرين فيها ثلاثة أقوال : أحدها : أنه الرجل يكون في القوم فتمر به المرأة فيريهم أنه يغض بصره فإذا رأى منهم غفلة لحظ إليها ، فإن خاف أن يفطنوا له غض بصره ، قاله ابن عباس ، والثاني : أنه نظر العين إلى ما نهي عنه ، قاله مجاهد ، والثالث : الغمز بالعين ، قاله الضحاك ، وقال قتادة : هو الغمز بالعين فيما لا يحبه الله تعالى ولا يرضاه .

قوله تعالى : وما تخفي الصدور فيه ثلاثة أقوال : أحدها : ما تضمره من الفعل أن لو قدرت على ما نظرت إليه ، قاله ابن عباس ، والثاني : الوسوسة ، قاله السدي ، والثالث : ما تسره القلوب من أمانة أو خيانة ، حكاه الماوردي .

التالي السابق


الخدمات العلمية