سجع على قوله تعالى : 
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها 
واعجبا لنفس الموت موئلها والقبر منزلها واللحد مدخلها ثم يسوء عملها 
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها  . 
كم قاطع زمانه بالتسويف ، بائع دينه بالحبة والرغيف ، مشتر للويل بتطفيف الطفيف ، يتمنى العود إذا رأت نفسه ما يذهلها 
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها  . 
كم مشغول بالقصور يعمرها ، لا يفكر في القبور ولا يذكرها ، يبيت الليالي في فكر الدنيا ويسهرها ، يجمع الأموال إلى الأموال يثمرها ، وقع في أشراك المنايا وهو لا يبصرها ، أف لدنيا هذا آخرها وآه لأخرى هذا أولها 
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها  . 
إذا ملك شمس الحياة المغيب ، قام عن المريض الطبيب فأخذ النفس من باطنها التوبيخ والتأنيب ، فلو رأيتها تسأل عما بها ولا تجيب من يسألها 
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها  .  
[ ص: 336 ] آه لساعات شديدة الكربات ، فيها غمرات ليست بنوم ولا سبات ، تتقطع فيها الأفئدة باللوم على الفوات ، وتبكي عين الأسف لما مضى من هفوات ، والمريض ملقى على فراش الحرقات ، فآه ثم آه من جبال حسرات يحملها 
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها  . 
لقد صاح بك الصائح بأخذ غاد وسلب رائح ، يكفي ما مضى من قبائح ، فاقبل اليوم هذه النصائح فإن المسكين من يهملها 
ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها  . 
والحمد لله وحده .