صفحة جزء
وكان يوسف عليه السلام يركب في كل شهر ركبة في ثمانمائة ألف ، ومعه ألف لواء وألفا سيف ، فيدور في عمله فينصف المظلوم من الظالم .

وكانت زليخا تلبس جبة صوف وتشد وسطها بحبل من ليف وتقف على قارعة الطريق فتناديه فلا يسمع ، فنادته يوما : أيها العزيز سبحان من جعل العبيد بالطاعة ملوكا وجعل الملوك بالمعصية عبيدا ! فسمعها فبكى وقال لفتاه : انطلق بهذه العجوز إلى الدار واقض لها كل حاجة ، فقال لها الغلام : ما حاجتك يا عجوز ؟ فقالت : حاجتي محرمة أن يقضيها غير يوسف ، فلما جاء يوسف قال : من أنت يا عجوز ؟ فقالت : أنا زليخا ، قال : ما فعل حسنك وجمالك ؟ قالت ذهب به الذي أذهب ذلك ومسكنتك ، فقال : يا زليخا عندي قضاء ثلاث حوائج فسلي ، فوحق شيبة إبراهيم لأقضينها ، فقالت : حاجتي الأولى أن تدعو الله لي أن يرد علي بصري وشبابي ، فدعا لها ، فرد الله عليها بصرها وشبابها .

ثم قالت : ادع الله أن يرد علي حسني كما كان ، فدعا لها ، فرد عليها حسنها وزيد فيه فصارت كأنها بنت ثماني عشرة سنة ، وكان لها من العمر مائة وعشرون سنة ، فقالت : وحاجتي الثانية أن تسأل الله تعالى أن يغفر لي ما كان مني ، وحاجتي الثالثة أن تتزوج بي ، فتزوج بها فأصابها بكرا ، وأولدها اثني عشر ولدا ، ذكر هذا أبو الحسين بن المنادي وغيره عن وهب .

التالي السابق


الخدمات العلمية