صفحة جزء
سجع على قوله تعالى يسقون من رحيق مختوم

يا له من كأس مصون تقر به العيون ، يقول له الملك كن فيكون ، يوجده بين الكاف والنون إذا شربوه لا يحزنون ، إذا استوعبوه لا يسكرون ، نعيمهم لا كدر فيه ولا هموم يسقون من رحيق مختوم .

شراب قد حلا وطاب ، كأس يصلح للأحباب ، نعيم من فضل الوهاب ، لذت لذة الدار ودار الشراب ، كمل الصفا وزال العتاب ، طاب الوقت ، ورفع الحجاب ، صفت الحال وفتحت الأبواب ، زار المحب وسمع الخطاب ، ثم فرح القوم بقرب القيوم يسقون من رحيق مختوم .

زال العنا عنهم وأقبل الروح والفرح ، وارتفعت الهموم عن الصدور فانفسح الصدر وانشرح ، ورضي الرب فأعطى المنى وأولى ومدح ، وطاف عليهم الولدان بالأكواب فيا لذة الشراب ويا حسن القدح ، واستراح من التعب من كان يسهر ويصوم يسقون من رحيق مختوم .

قوله تعالى : ختامه مسك فيه قولان : أحدهما : خلطة مسك . قاله ابن مسعود ومجاهد . والثاني : أن الذي يختم به طعم الإناء مسك . قاله ابن عباس .

قوله تعالى : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون أي فليجدوا في طلبه وليحرصوا عليه بطاعة الله تعالى ، والتنافس كالتشاح على الشيء والتنازع فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية