ومن المعلوم أن الحد يقال على ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره ،  
والله تعالى غير حال في خلقه ، ولا قائم بهم ، بل هو القيوم القائم بنفسه  ، المقيم لما سواه . فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلا ، فإنه ليس وراء نفيه إلا نفي وجود الرب ونفي حقيقته . وأما الحد بمعنى العلم والقول ، وهو أن يحده العباد ، فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة . قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=14999أبو القاسم القشيري  في      
[ ص: 264 ] رسالته : سمعت الشيخ  
أبا عبد الرحمن السلمي  ، سمعت  
 nindex.php?page=showalam&ids=17156منصور بن عبد الله  ، سمعت  
أبا الحسن العنبري  ،  سمعت  
 nindex.php?page=showalam&ids=16065سهل بن عبد الله التستري  يقول ، وقد سئل عن ذات الله فقال : ذات الله موصوفة بالعلم ، غير مدركة بالإحاطة ، ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا ، وهي موجودة بحقائق الإيمان ، من غير حد ولا إحاطة ولا حلول ، وتراه العيون في العقبى ، ظاهرا في ملكه وقدرته ، وقد حجب الخلق عن معرفة كنه ذاته ، ودلهم عليه بآياته ، فالقلوب تعرفه ، والعيون لا تدركه ، ينظر إليه المؤمن بالأبصار ، من غير إحاطة ولا إدراك نهاية     .