وقد اختلف في  
مستقر الأرواح ما بين الموت إلى قيام الساعة     :  
فقيل : أرواح المؤمنين في الجنة ، وأرواح الكافرين في النار .  
وقيل : إن أرواح المؤمنين بفناء الجنة على بابها ، يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها .  
وقيل : على أفنية قبورهم .  
وقال  
مالك     : بلغني أن الروح مرسلة ، تذهب حيث شاءت .   
[ ص: 583 ] وقالت طائفة : بل أرواح المؤمنين عند الله عز وجل ، ولم يزيدوا على ذلك .  
وقيل : إن أرواح المؤمنين  
بالجابية من دمشق ،   وأرواح الكافرين  
ببرهوت   بئر  
بحضرموت      !  
وقال  
كعب :  أرواح المؤمنين في عليين في السماء السابعة ، وأرواح الكافرين في سجين في الأرض السابعة تحت خد إبليس !  
وقيل : أرواح المؤمنين  
ببئر زمزم ،   وأرواح الكافرين  
ببئر برهوت      .  
وقيل : أرواح المؤمنين عن يمين  
آدم ،   وأرواح الكفار عن شماله .  
وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم  وغيره : مستقرها حيث كانت قبل خلق أجسادها .   
[ ص: 584 ] وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر :  أرواح الشهداء في الجنة ، وأرواح عامة المؤمنين على أفنية قبورهم .  
وعن  
 nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب  أنه قال : بلغني أن أرواح الشهداء كطير خضر معلقة بالعرش ، تغدو وتروح إلى رياض الجنة ، تأتي ربها كل يوم تسلم عليه     .  
وقالت فرقة : مستقرها العدم المحض . وهذا قول من يقول : إن النفس عرض من أعراض البدن ، كحياته وإدراكه ! وقولهم مخالف للكتاب والسنة .  
وقالت فرقة : مستقرها بعد الموت أبدان أخر تناسب أخلاقها وصفاتها التي اكتسبتها في حال حياتها ، فتصير كل روح إلى بدن حيوان يشاكل تلك الروح ! وهذا قول  
التناسخية   منكري المعاد ، وهو قول خارج عن أهل الإسلام كلهم . ويضيق هذا المختصر عن بسط أدلة هذه الأقوال والكلام عليها .