صفحة جزء
قوله : ( وحبيب رب العالمين ) .

ش : ثبت له صلى الله عليه وسلم أعلى مراتب المحبة ، وهي الخلة ، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا . وقال : ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن . والحديثان في الصحيح وهما يبطلان [ ص: 165 ] قول من قال : الخلة لإبراهيم والمحبة لمحمد ، فإبراهيم خليل الله ومحمد حبيبه . وفي الصحيح أيضا : إني أبرأ إلى كل خليل من خلته . والمحبة قد ثبتت لغيره . قال تعالى : والله يحب المحسنين ( آل عمران : 134 ) . فإن الله يحب المتقين ( آل عمران : 76 ) . إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ( البقرة : 222 ) .

فبطل قول من خص الخلة بإبراهيم والمحبة بمحمد ، بل الخلة خاصة بهما ، والمحبة عامة . وحديث ابن عباس رضي الله عنهم الذي رواه الترمذي الذي فيه : إن إبراهيم خليل الله ، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر : لم يثبت .

التالي السابق


الخدمات العلمية