صفحة جزء
الحارث الأشعري

1 - ( 1571 ) - حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا أبان بن يزيد ، حدثنا يحيى بن أبي كثير ، أن زيدا حدثه ، أن أبا سلام حدثه ، [ ص: 141 ] أن الحارث الأشعري حدثه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل يعملون بهن ، وإن عيسى ابن مريم قال له : إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بهن بني إسرائيل يعملون بهن ، فإما أن تأمرهم ، وإما أن آمرهم ؟ قال : إنك إن تسبقني بهن خشيت أن أعذب ، أو يخسف بي ، قال : فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ ، وقعد الناس على الشرفات ، قال : فوعظهم ، قال : إن الله أمرني بخمس كلمات أعمل بهن ، وآمركم أن تعملوا بهن : أولاهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ، قال : هذه داري ، وهذا عملي ، فاعمل وأد إلي ، فجعل يعمل ويؤدي إلى غير سيده ، فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك ؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به [ ص: 142 ] شيئا ، وأمركم بالصلاة ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا ، وأمركم بالصيام ، وإن مثل ذلك كمثل رجل كانت معه صرة ، فيها مسك ، ومعه عصابة كلهم يعجبه أن يجد ريحها ، وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك ، وآمركم بالصدقة ، وإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو وقاموا إليه ، فأوثقوا يده إلى عنقه ، فقال : هل لكم أن أفدي نفسي منكم ؟ قال : فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفك نفسه منهم ، وآمركم بذكر الله كثيرا ، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في إثره حتى أتى على حصن حصين ، فأحرز نفسه فيه ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن : الجماعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ، فمن فارق الجماعة قيد شبر خلع الإسلام من رأسه ، إلا أن يرجع ، ومن دعا بدعوى الجاهلية ، فإنه من جثى جهنم ، قيل : وإن صام وصلى ؟ قال : وإن صلى وصام ، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله
.

التالي السابق


الخدمات العلمية