صفحة جزء
261 - ( 2027 ) - حدثنا العباس بن الوليد النرسي ، حدثنا وهيب ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعا بالمدينة لم يحج ثم أذن في الناس بالخروج ، فلما جاء ذا الحليفة [ ص: 24 ] صلى بذي الحليفة ، وولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : اغتسلي واستثفري بثوب وأهلي ، قال : ففعلت ، فلما اطمأن صدر راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهر البيداء أهل ، وأهللنا لا نعرفه إلا الحج وله خرجنا ، ورسول الله بين أظهرنا ، والقرآن ينزل عليه ، وهو يعرف تأويله ، وإنما يفعل ما أمر به .

قال جابر : فنظرت بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي مد بصري ، والناس مشاة وركبان ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبي : لبيك اللهم لبيك ، لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، فلما قدمنا مكة بدأ فاستلم الركن فسعى ثلاثة أطواف ومشى أربعة ، فلما فرغ من طوافه انطلق إلى المقام فقال : قال الله :
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فصلى خلف مقام إبراهيم ركعتين ، قال جعفر : قال أبي : كان يقرأ فيهما بالتوحيد : قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد قال : ولم يذكر ذلك عن جابر ثم انطلق إلى الركن ، فاستلمه ثم انطلق إلى الصفا ، فقال : [ ص: 25 ] نبدأ بما بدأ الله به : إن الصفا والمروة من شعائر الله فرقي على الصفا حتى بدا له البيت ، فكبر ثلاثا ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ثلاثا ، ثم دعا في ذلك ، ثم هبط من الصفا ، فمشى حتى إذا انصبت قدماه في بطن المسيل سعى ، حتى إذا صعدت قدماه من بطن المسيل مشى إلى المروة ، فرقي على المروة حتى بدا له البيت فقال مثل ما قال على الصفا ، فطاف سبعا ، وقال : من لم يكن معه هدي فليحل ، ومن كان معه هدي فليقم على إحرامه ، فإني لولا أن معي هديا لحللت ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لأهللت بعمرة .

قال : وقدم علي من اليمن ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : بأي شيء أهللت يا علي ؟ قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك ، قال : فإن معي هديا فلا تحل .

قال علي : فدخلت على فاطمة وقد اكتحلت ولبست ثيابا صبيغا فقلت : من أمرك بهذا ؟ فقالت : أبي أمرني .

قال : وكان علي يقول بالعراق : فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا على فاطمة مستثبتا في الذي قالت ، فقال : صدقت ، أنا أمرتها .

[ ص: 26 ] قال : ونحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة ، من ذلك بيده ثلاثا وستين ، ونحر علي ما غبر ، ثم أخذ من كل بدنة قطعة فطبخ جميعا ، فأكلا من اللحم وشربا من المرقة .

فقال سراقة بن مالك بن جعشم : يا رسول الله ، ألعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : لا ، بل للأبد ، دخلت العمرة في الحج ، وشبك بين أصابعه
.

التالي السابق


الخدمات العلمية