صفحة جزء
[ ص: 212 ] [ ص: 213 ] أول مسند ابن عباس

1 - ( 2328 ) - أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى [ ص: 214 ] الموصلي ، حدثنا هدبة ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي نضرة قال : سمعت ابن عباس ، يخطب على منبر البصرة قال : قال [ ص: 215 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنه لم يكن نبي إلا وله دعوة يتنجزها في الدنيا ، وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، بيدي لواء الحمد ، وآدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر ، ويطول يوم القيامة على الناس ويشتد ، حتى يقول بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فيشفع لنا إلى ربكم فيقضي بيننا ، فينطلقون إلى آدم فيقولون : يا آدم ، اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فيقول آدم : لست هناك إني أخرجت من الجنة بخطيئتي ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا نوحا فيقولون : يا نوح ، اشفع لنا إلى ربك فيقضي بيننا فيقول : لست هناكم ، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم عليه السلام ، فيقولون : يا إبراهيم ، اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول : لست هناكم ، إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات : قوله : إني سقيم ، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله للملك حين مر به ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله ما أراد بهم إلا عزة لدين الله ، فإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه [ ص: 216 ] الله برسالته وكلمه ، فيأتون موسى ، فيقولون : يا موسى ، اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فيقول : إني لست هناكم ، إني قتلت نفسا وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى ، اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول : لست هناكم ، إني اتخذت إلها من دون الله ، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ، أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم أكان يقدر على ما فيه حتى يفض الخاتم ؟ فيقولون : لا ، فيقول : فإن محمدا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين ، وقد حضر ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فيأتونني ، فيقولون : يا محمد ، اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا ، فأقول : أنا لها ، حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى ، فإذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد : أين أحمد وأمته ؟ أين أحمد وأمته ؟ فيجيئون ، فنحن الأولون والآخرون : آخر من يبعث ، وأول من يحاسب فتفرج لنا الأمم عن طريقنا ، فنمضي غرا محجلين من آثار الطهور ، فتقول الأمم : كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية