صفحة جزء
111 - ( 250 ) - حدثنا زكريا بن يحيى ، حدثنا عبد الله بن عيسى ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة ، فوجد أبا بكر في المسجد ، فقال : ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله ، وجاء عمر بن الخطاب ، فقال : يا ابن الخطاب ، ما أخرجك ؟ قال : أخرجني الذي أخرجكما يا رسول الله ، فقعد عمر ، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما ، ثم قال : هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا ؟ قلنا : نعم ، قال : مروا بنا إلى ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا فسلم ، فاستأذن ثلاث مرات ، وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام وتريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد رسول [ ص: 215 ] الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم ، فقالت : يا رسول الله ، قد والله سمعت تسليمك ، ولكني أردت أن تزيدنا من سلامك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، وقال : أين أبو الهيثم ما أراه ؟ قالت : هو قريب ، ذهب يستعذب لنا من الماء ، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله ، فبسطت لهم بساطا تحت شجرة ، فجاء أبو الهيثم وفرح بهم ، وقرت عينه بهم ، وصعد على نخلة فصرم لهم عذقا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبك يا أبا الهيثم ، قال : يا رسول الله ، تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه ، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا من النعيم الذي تسألون عنه ، وقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك واللبون ، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز ، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم للقائلة ، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم ، فوضع الطعام بين أيديهم وأكلوا وشبعوا وحمدوا الله عز وجل ، وردت عليهم أم الهيثم بقية الأعذاق ، فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه ، فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية