صفحة جزء
[ ص: 206 ] [ ص: 207 ] محمد بن سيرين ، عن أنس

69 - ( 2824 ) - حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي ، حدثنا مخلد بن الحسين ، حدثنا هشام ، عن ابن سيرين ، عن أنس بن مالك ، قال : أول لعان كان في الإسلام أن شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته ، فرفعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا هلال ، أربعة شهود وإلا فحد في ظهرك ، فقال : يا رسول الله ، إن الله ليعلم إني لصادق ، ولينزلن الله ما يبرئ به ظهري من الجلد ، فأنزل الله آية اللعان : والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم إلى آخر الآية ، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : اشهد بالله إنك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا ، فشهد بذلك أربع شهادات ، ثم قال له في الخامسة : ولعنة الله عليك إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا ، ففعل ، ثم دعاها [ ص: 208 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : قومي اشهدي بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماك به من الزنا ، فشهدت بذلك أربع شهادات ، ثم قال لها في الخامسة : وغضب الله عليك إن كان من الصادقين فيما رماك به من الزنا ، فقالت .

قال مخلد : فلما كان في الرابعة أو الخامسة سكتت سكتة حتى ظنوا أنها ستعترف ، ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ، فمضت على القول ، ففرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما ، وقال : انظروا ، إن جاءت به جعدا ، حمش الساقين فهو لشريك بن سحماء ، وإن جاءت به أبيض ، سبطا ، أقمر العينين فهو لهلال بن أمية ، فجاءت به آدم جعدا ، حمش الساقين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لولا ما نزل فيهما من كتاب الله كان لي ولها شأن
.

التالي السابق


الخدمات العلمية