صفحة جزء
674 - ( 3429 ) - حدثنا أبو الجهم الأزرق بن علي ، حدثنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا عباد بن كثير ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام ، سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ، وإن كان شاهدا زاره ، وإن كان مريضا عاده ، ففقد رجلا من الأنصار في اليوم الثالث ، فسأل عنه فقيل : يا رسول الله تركناه مثل الفرخ ، لا يدخل في رأسه شيء إلا خرج من دبره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه : عودوا أخاكم ، قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده ، وفي القوم أبو بكر ، وعمر ، فلما دخلنا عليه إذا هو كما وصف لنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تجدك ؟ [ ص: 151 ] قال : لا يدخل في رأسي شيء إلا خرج من دبري ، قال : ومم ذاك ؟ قال : يا رسول الله ، مررت بك وأنت تصلي المغرب ، فصليت معك وأنت تقرأ هذه السورة : القارعة ما القارعة إلى آخرها : نار حامية ، قال : فقلت : اللهم ما كان لي من ذنب أنت معذبي عليه في الآخرة ، فعجل لي عقوبته في الدنيا ، فنزل بي ما ترى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بئس ما قلت ، ألا سألت الله أن يؤتيك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ويقيك عذاب النار ؟ قال : فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا بذلك ، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فقام كأنما نشط من عقال ، قال : فلما خرجنا قال عمر : يا رسول الله ، حضضتنا آنفا على عيادة المريض ، فما لنا في ذلك ؟ .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المرء المسلم إذا خرج من بيته يعود أخاه المسلم ، خاض في الرحمة إلى حقويه ، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة وغمرت المريض الرحمة ، وكان المريض في ظل عرشه ، وكان العائد في ظل قدسه ، ويقول الله لملائكته : انظروا كم احتسبوا عند المريض العواد ، قال : [ ص: 152 ] تقول : أي رب ، فواقا - إن كانوا احتبسوا فواقا - فيقول الله لملائكته : اكتبوا لعبدي العائد عبادة ألف سنة ، قيام ليله وصيام نهاره ، وأخبروه أني لم أكتب عليه خطيئة واحدة ، قال : ويقول لملائكته : انظروا كم احتبسوا ؟ قال : يقولون : ساعة ، قال : إن كانوا احتبسوا ساعة ، فيقول : اكتبوا له دهرا ، والدهر عشرة آلاف سنة ، إن مات قبل ذلك دخل الجنة ، وإن عاش لم يكتب عليه خطيئة واحدة ، وإن كان صباحا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وكان في خراف الجنة ، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان في خراف الجنة
.

التالي السابق


الخدمات العلمية