صفحة جزء
846 - ( 3601 ) - حدثنا إسحاق ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، قال : حدثني أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر ، فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة ، وذكر أن بين يديها أمورا عظاما ، قال : من أحب أن يسأل عن [ ص: 287 ] شيء فليسأل عنه ، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا حدثتكم به ما دمت في مقامي هذا .

قال أنس : فقام إليه رجل ، فقال : أين مدخل أبي يا رسول الله ؟ قال : النار ، فقام عبد الله بن حذافة ، قال : من أبي يا رسول الله ؟ قال : أبوك حذافة ، ثم أكثر أن يقول : سلوني ، فبرك عمر على ركبتيه ، فقال : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط ، فلم أر كاليوم في الخير والشر .

قال الزهري : وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قالت أم عبد الله بن حذافة : ما رأيت ابنا قط أعق منك ، أكنت تأمن أن تكون أمك قارفت في الجاهلية فتفضحها على رؤوس النساء ؟ قال عبد الله : والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته
.

التالي السابق


الخدمات العلمية