صفحة جزء
[ ص: 365 ] 939 - ( 3694 ) - حدثنا أحمد بن عيسى المصري ، حدثنا عبد الله بن وهب ، حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء ، أن سهل بن أبي أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز وهو أمير ، فصلى صلاة خفيفة كأنها صلاة مسافر أو قريب منها ، فلما سلم ، قال : يرحمك الله ، أرأيت ، هذه الصلاة المكتوبة أم شيء تنفلته ؟ قال : إنها المكتوبة ، وإنها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أخطأت إلا شيئا سهوت عنه .

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم ، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات :
ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم .

ثم غدوا من الغد ، فقالوا : نركب فننظر ونعتبر ، قال : نعم ، فركبوا جميعا ، فإذا هم بديار قفر ، قد باد أهلها وانقرضوا [ ص: 366 ] ونفوا ، خاوية على عروشها ، فقالوا : أتعرف هذه الديار ؟ قال : ما أعرفني بها وبأهلها ، هؤلاء أهل ديار أهلكهم البغي والحسد ، إن الحسد يطفئ نور الحسنات ، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه ، والعين تزني ، والكف والقدم واليد واللسان ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه
.

التالي السابق


الخدمات العلمية