صفحة جزء
[ ص: 318 ] 136 - ( 396 ) - حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : سمعت عليا ، وهو يقول : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنا والزبير وأبا مرثد السلمي ، وكلنا فارس ، فقال : انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ ، فإن بها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين ، فأتوني بها ، فأدركناها وهي تستند على بعير لها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أين الكتاب الذي معك ؟ فقالت : ما معي كتاب ، فأنخنا بعيرها ، ففتشنا رحلها ، فقال صاحبي : ما نرى معها شيئا ، فقلت : لقد علمنا ما كذبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والذي نحلف به لتخرجنه أو لأجزرنك - يعني السيف - فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها ، وعليها إزار من صوف ، فأخرجت الكتاب ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا حاطب ، ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله ، ما بي إلا أن أكون مؤمنا بالله ورسوله ، ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي ، ولم يكن لأحد من أصحابك إلا ومن قومه هناك من يدفع الله بها عن أهله وماله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق ، فلا تقولوا له إلا خيرا ، فقال [ ص: 319 ] عمر : يا رسول الله ، إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني حتى أضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوليس من أهل بدر ؟ وما يدريك يا عمر ، لعل الله اطلع على أهل بدر : اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية