صفحة جزء
137 - ( 397 ) - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثني إسحاق بن سليمان الرازي ، عن أبي سنان ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن الحارث ، عن علي ، قال : لما أراد رسول الله مكة ، أرسل إلى أناس من أصحابه أنه يريد مكة ، فيهم حاطب بن أبي بلتعة ، وفشا في الناس أنه يريد حنينا ، قال : فكتب حاطب إلى أهل مكة : أن [ ص: 320 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم ، قال : فأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبا مرثد ، وليس معنا رجل إلا ومعه فرس ، فقال : ائتوا روضة خاخ ، فإنكم ستلقون بها امرأة معها كتاب ، فخذوه منها ، قال : فانطلقنا حتى رأيناها في المكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا لها : هات الكتاب ، فقالت : ما معي كتاب ، قال : فوضعنا متاعها ، ففتشناها ، فلم نجده في متاعها ، فقال أبو مرثد : فلعل أن لا يكون معها كتاب ، فقلنا : ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا كذبنا ، فقلنا لها : لتخرجنه أو لنعرينك ، فقالت : أما تتقون الله ؟ أما أنتم مسلمون ؟ فقلنا : لتخرجنه أو لنعرينك ، قال عمرو بن مرة : فأخرجته من حجزتها - فقال حبيب بن أبي ثابت : وأخرجته من قبلها - فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا الكتاب من حاطب بن أبي بلتعة ، فقام عمر ، فقال : يا رسول الله ، خان الله ، خان رسوله ، ائذن لي فأضرب عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس قد شهد بدرا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال عمر : بلى ، ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلعل الله قد اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم . ففاضت عينا عمر ، فقال : الله ورسوله أعلم ، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب ، فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : يا رسول الله ، كنت امرأ ملصقا في قريش ، فكان بها أهلي ومالي ، ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله ، فكتبت إليهم بذلك ، والله يا رسول الله ، إني لمؤمن بالله وبرسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق حاطب ، فلا تقولوا لحاطب إلا خيرا ، قال حبيب : فأنزل الله : [ ص: 321 ] يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة .

التالي السابق


الخدمات العلمية