صفحة جزء
[ ص: 154 ] 345 - ( 4701 ) - حدثنا أحمد بن جناب ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن هشام بن عروة قال : حدثني أخي عبد الله بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : اجتمعن إحدى عشرة امرأة فتعاهدن ، وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا ، فقالت الأولى : زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل ، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقل .

قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف أن لا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره .

قالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أسكت أعلق ، وإن أنطق أطلق .

قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة .

[ ص: 155 ] قالت الخامسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن نام التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث .

قالت السادسة : زوجي غياياء - أو عياياء ، شك عيسى - طباقاء ، كل داء له داء ، شجك ، أو فلك ، أو جمع كلا لك .

قالت السابعة : زوجي إن دخل أسد ، وإن خرج فهد ، ولا يسأل عما عهد .

قالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب .

[ ص: 156 ] قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من النادي .

قالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك خير من ذلك ، له إبل قليلات المسارح كثيرات المبارك ، إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .

قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع ، وما أبو زرع ، أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، فوجدني في أهل غنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل ، وأطيط ، ودائس ، ومنق ، وعنده [ ص: 157 ] أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح .

أم أبي زرع ، وما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح ، وبيتها فساح .

ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة .

[ ص: 158 ] ابنة أبي زرع ، وما ابنة أبي زرع ؟ طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها .

جارية أبي زرع ، وما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيثا ، ولا تنقل ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا .

خرج أبو زرع والأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ، يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا ، ركب شريا ، وأخذ خطيا ، وأراح علي نعما ثريا قال : كلي أم زرع ، وميري أهلك .

قالت : فإن جمعت كل شيء أعطانيه ، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .

[ ص: 159 ] قالت عائشة : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عائش ، كنت لك كأبي زرع لأم زرع
.

التالي السابق


الخدمات العلمية