قال جابر : ثم انطلق إلى الركن فاستلمه ، ثم انطلق إلى الصفا ، فقال : نبدأ بما بدأ الله به : إن الصفا والمروة من شعائر الله ، فرقي على الصفا ، حتى بدا له البيت ، وكبر ثلاثا ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، ثلاثا ، ودعا في ذلك ثم هبط من الصفا ، فمشى حتى إذا تصوبت قدماه في بطن المسيل ، سعى حتى إذا صعدت قدماه في بطن المسيل مشى إلى المروة فرقي إلى المروة ، حتى بدا له البيت ، فقال مثل ما قال على الصفا ، فطاف سبعا ، فقال : من لم يكن معه الهدي فليحلل ، ومن كان معه الهدي فليقم على إحرامه ، فإني لولا أن معي هديا لأحللت ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لأهللت بعمرة .
قال : وقدم علي من اليمن ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : بأي شيء أهللت يا علي ؟ قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك .
[ ص: 108 ] قال : فإن معي هديا فلا تحل .
قال علي : فدخلت على فاطمة وقد اكتحلت ، ولبست ثيابا صبيغا ، فقلت : من أمرك بهذا ؟ قالت : أبي أمرني ، قال : فكان علي يقول بالعراق : فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا على فاطمة مستثبتا في الذي قالت ، فقال : صدقت ، أنا أمرتها .
قال : ونحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة من ذلك ، بيده ثلاثا وستين بدنة ، ونحر علي ما غبر ، ثم أخذ من كل بدنة قطعة فطبخوا جميعا ، فأكلا من اللحم ، وشربا من المرق .
قال nindex.php?page=showalam&ids=19239سراقة بن مالك بن جعشم : يا رسول الله ، ألعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : بل للأبد ، دخلت العمرة في الحج ، وشبك بين أصابعه .