صفحة جزء
[ ص: 105 ] مسند فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليهما

1 - ( 6739 ) - حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، حدثنا وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، [ ص: 106 ] عن جابر قال : أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعا بالمدينة لم يحج ، ثم أذن في الناس بالخروج ، فلما جاء ذا الحليفة صلى بذي الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميس ، محمد بن أبي بكر ، وأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : اغتسلي واستثفري بالثوب وأهلي ، قال : ففعلت ، فلما اطمأن صدر راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهر البيداء أهل وأهللنا معه ، لا نعرف إلا الحج وله خرجنا ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا ، والقرآن ينزل عليه وهو يعرف تأويله ، وإنما يفعل ما أمر به .

قال جابر : فنظرت بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي مد بصري ، والناس مشاة والركبان ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبي يقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، فلما قدمنا مكة بدأ فاستلم الركن ، فسعى ثلاثة أطواف ، ومشى أربعا ، فلما فرغ من طوافه وانطلق إلى المقام ، فقال : قال الله : [ ص: 107 ]
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى صلى خلف مقام إبراهيم ركعتين .

قال جعفر بن محمد : قال أبي : كان يقرأ فيهما بالتوحيد : قل يا أيها الكافرون ، و قل هو الله أحد قال : ولم يذكر ذلك عن جابر .

قال جابر : ثم انطلق إلى الركن فاستلمه ، ثم انطلق إلى الصفا ، فقال : نبدأ بما بدأ الله به : إن الصفا والمروة من شعائر الله ، فرقي على الصفا ، حتى بدا له البيت ، وكبر ثلاثا ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، ثلاثا ، ودعا في ذلك ثم هبط من الصفا ، فمشى حتى إذا تصوبت قدماه في بطن المسيل ، سعى حتى إذا صعدت قدماه في بطن المسيل مشى إلى المروة فرقي إلى المروة ، حتى بدا له البيت ، فقال مثل ما قال على الصفا ، فطاف سبعا ، فقال : من لم يكن معه الهدي فليحلل ، ومن كان معه الهدي فليقم على إحرامه ، فإني لولا أن معي هديا لأحللت ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لأهللت بعمرة .

قال : وقدم علي من اليمن ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : بأي شيء أهللت يا علي ؟ قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك .

[ ص: 108 ] قال : فإن معي هديا فلا تحل .

قال علي : فدخلت على فاطمة وقد اكتحلت ، ولبست ثيابا صبيغا ، فقلت : من أمرك بهذا ؟ قالت : أبي أمرني ، قال : فكان علي يقول بالعراق : فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا على فاطمة مستثبتا في الذي قالت ، فقال : صدقت ، أنا أمرتها .

قال : ونحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة بدنة من ذلك ، بيده ثلاثا وستين بدنة ، ونحر علي ما غبر ، ثم أخذ من كل بدنة قطعة فطبخوا جميعا ، فأكلا من اللحم ، وشربا من المرق .

قال سراقة بن مالك بن جعشم : يا رسول الله ، ألعامنا هذا أم للأبد ؟ قال : بل للأبد ، دخلت العمرة في الحج ، وشبك بين أصابعه
.

التالي السابق


الخدمات العلمية