صفحة جزء
[ ص: 245 ] حديث جد هود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

1 - ( 6850 ) - حدثنا محمد بن صدران أبو جعفر ، حدثنا طالب بن حجير العبدي ، حدثنا هود العصري ، [ ص: 246 ] عن جده قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث أصحابه إذ قال : يطلع عليكم من هذا الوجه ركب من خير أهل المشرق ، فقام عمر بن الخطاب ، فتوجه في ذلك الوجه فلقي ثلاثة عشر راكبا ، فرحب وقرب ، وقال : من القوم ؟ قالوا : قوم من عبد القيس ، قال : فما أقدمكم هذه البلاد ؟ التجارة ؟ قالوا : لا ، قال : فتبيعون سيوفكم هذه ؟ قالوا : لا ، قال : فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل ؟ قالوا : أجل ، فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم : هذا صاحبكم الذي تطلبون ، فرمى القوم بأنفسهم عن رحالهم ، فمنهم من سعى سعيا ، ومنهم من هرول ، ومنهم من مشى حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذوا بيده يقبلونها ، وقعدوا إليه ، وبقي الأشج وهو أصغر القوم ، فأناخ الإبل وعقلها ، وجمع متاع القوم ، ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بيده فقبلها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله ، قال : وما هما يا نبي الله ؟ قال : الأناة والتؤدة ، قال : أجبلا جبلت عليه أو تخلقا مني ؟ قال : بل جبل ، فقال : الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله ، وأقبل القوم قبل تمرات لهم يأكلونها ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 247 ] يسمي لهم هذا كذا ، وهذا كذا ، قالوا : أجل يا رسول الله ، ما نحن بأعلم بأسمائها منك ، قال : أجل ، فقالوا لرجل منهم : أطعمنا من بقية الذي بقي في نوطك ، فقام فأتاه بالبرني ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هذا البرني ، أما إنه من خير تمراتكم ، إنما هو دواء ، ولا داء فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية