صفحة جزء
4 - ( 7212 ) - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ، أملاه علينا من كتابه ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة ، عن أسامة بن زيد ، [ ص: 171 ] عن زيد بن حارثة قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما حارا من أيام مكة - وهو مردفي - إلى نصب من الأنصاب ، وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها . قال : فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا زيد ، ما لي أرى قومك قد شنفوا لك ؟ " قال : والله يا محمد إن ذلك لبغير نائلة لي منهم ، ولكني خرجت أبتغي هذا الدين ، حتى أقدم على أحبار فدك ، فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به .

قال : قلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، قلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فقال شيخ منهم : إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخ بالحيرة . قال : فخرجت حتى أقدم عليه ، فلما رآني قال : ممن أنت ؟ قلت : من أهل بيت الله ، من أهل الشوك والغرب ، فقال : إن الدين الذي تطلب قد ظهر ببلادك ، قد بعث نبي ، قد [ ص: 172 ] طلع نجمه ، وجميع من رأيتهم في ضلال ، فلم أحس بشيء بعد يا محمد .

قال : وقرب إليه السفرة . قال : فقال : ما هذا يا محمد ؟ فقال : شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب " قال : فقال : ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه ، قال زيد بن حارثة : فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت . قال : وتفرقنا فطاف به ، وأنا معه ، وبالصفا والمروة قال : وكان عند الصفا والمروة صنمان من نحاس : أحدهما يقال له : يساف ، والآخر يقال له : نائلة ، وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تمسحهما ، فإنهما رجس " فقلت في نفسي : لأمسنهما حتى أنظر ما يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسستهما ، فقال : " يا زيد ، ألم تنه ؟ " قال : ومات زيد بن عمرو ، وأنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد : إنه يبعث أمة وحده
" .

التالي السابق


الخدمات العلمية