صفحة جزء
[ ص: 100 ] 69 - ( 757 ) - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أحمد بن المفضل ، حدثنا أسباط بن نصر قال : زعم السدي ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ، وقال : اقتلوهم ، ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ، عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح .

[ ص: 101 ] فأما عبد الله بن خطل ، فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة ، فاستبق إليه سعيد بن حريث ، وعمار بن ياسر ، فسبق سعيد عمارا - وكان أشب الرجلين - فقتله .

وأما مقيس بن صبابة ، فأدركه الناس في السوق .

وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا ، فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص فما ينجيني في البر غيره ، اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده ، فلأجدنه عفوا كريما ، قال : فجاء فأسلم .

وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان ، فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله بايع عبد الله ، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد الثلاث ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : " ما كان فيكم رجل شديد يقوم إلى [ ص: 102 ] هذا - حين رآني كففت يدي عن بيعته ، فيقتله ؟ قالوا : ما يدرينا يا رسول الله ، ما في نفسك ؟ [هلا أومأت إلينا بعينك ؟ ] قال : " إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين
.

التالي السابق


الخدمات العلمية