قال : وأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنيمة عظيمة ، فإذا فيها سيف ، فأخذته فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : نفلني هذا السيف ، فأنا من قد علمت ، قال : فقال : " رده من حيث أخذته " ، فرجعت به ، ثم رجعت بعد ذلك فراجعته ، فقال : " رده من حيث أخذته " ، فانطلقت حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي ، فرجعت إليه ، فقلت : أعطنيه ، قال : فشد لي صوته ، فقال : " رده من حيث أخذته " فأنزل الله : يسألونك عن الأنفال .
وأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاني ، فقلت : دعني أقسم مالي حيث شئت . فأبى ، فقلت : فالنصف ، فأبى ، فقلت : فالثلث ، فسكت . فكان يعد الثلث جائزا .
قال : وأتيت على نفر من الأنصار ، والمهاجرين ، فقالوا : تعال [ ص: 118 ] نطعمك ونسقيك خمرا ، وذلك قبل أن تحرم الخمر ، فأتيتهم في حش - والحش : البستان - فإذا رأس جزور مشوي عندهم ، وزق من خمر ، قال : فأكلت وشربت معهم ، قال : فذكرت الأنصار ، والمهاجرين ، فقلت : المهاجرون خير من الأنصار ، قال : فأخذ رجل لحي الرأس فضربني به فجرح بأنفي ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فأنزل الله في - يعني نفسه - شأن الخمر : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان .