صفحة جزء
3 - ( 907 ) - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا يونس بن بكير ، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري ، حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، حدثني أبي ، عن جدي أبي أمي ، عن عبد الله بن أنيس قال : بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا قتادة ، وحليفا لهم من الأنصار ، وعبد الله بن عتيك إلى ابن أبي الحقيق لنقتله ، فخرجنا فجئنا خيبر ليلا ، فتتبعنا أبوابهم ، فغلقنا عليهم من خارج ، ثم جمعنا المفاتيح ، فأرقيناها ، فصعد القوم في النخل ، ودخلت أنا وعبد الله بن عتيك في درجة أبي الحقيق ، فتكلم عبد الله بن عتيك ، فقال ابن أبي الحقيق : ثكلتك أمك عبد الله أنى لك بهذه البلدة ، قومي فافتحي ، فإن الكريم لا يرد عن بابه هذه الساعة ، فقامت ، فقلت لعبد الله بن عتيك : دونك ، فأشهر عليهم السيف ، فذهبت امرأته لتصيح ، فأشهر عليها ، وأذكر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن قتل النساء والصبيان ، فأكف . فقال عبد الله بن أنيس : فدخلت عليه في مشربة له ، فوقفت أنظر إلى شدة بياضه في ظلمة البيت ، فلما رآني أخذ وسادة فاستتر بها ، فذهبت أرفع السيف لأضربه فلم أستطع من قصر البيت ، فوخزته وخزا ، ثم [ ص: 205 ] خرجت ، فقال صاحبي : فعلت ؟ قلت : نعم ، فدخل فوقف عليه ، ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة ، فسقط عبد الله بن عتيك في الدرجة ، فقال : وارجلاه ، كسرت رجلي . فقلت له : ليس برجلك بأس ، ووضعت قوسي واحتملته ، وكان عبد الله قصيرا ضئيلا ، فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها ، فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا ، وصاحت المرأة : يا بياتاه ! فيثور أهل خيبر ، ثم ذكرت موضع قوسي في الدرجة ، فقلت : والله لأرجعن فلآخذن قوسي . فقال أصحابي : قد تثور أهل خيبر ، تقتل ؟ فقلت : لا أرجع أنا حتى آخذ قوسي ، فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوروا ، وإذا ما لهم كلام إلا : من قتل ابن أبي الحقيق ؟ فجعلت لا أنظر في وجه إنسان ولا ينظر في وجهي إلا قلت كما يقول : من قتل ابن أبي الحقيق ؟ حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس ، فأخذت قوسي ، ثم لحقت أصحابي ، فكنا نسير الليل ونكمن النهار ، فإذا كمنا النهار أقعدنا ناطورا ينظرنا ، حتى إذا اقتربنا من المدينة ، فكنا بالبيداء كنت أنا ناطرهم ، ثم إني ألحت لهم بثوبي ، فانحدروا ، فخرجوا جمزا ، وانحدرت في آثارهم فأدركتهم حتى بلغنا المدينة ، فقال لي أصحابي : هل رأيت شيئا ؟ فقلت : لا ، ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يحملكم الفزع . وأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " أفلحت الوجوه " فقلنا : أفلح وجهك يا رسول الله ، قال : " فقتلتموه ؟ " قلنا : نعم ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيف الذي [ ص: 206 ] قتل به ، فقال : " هذا طعامه في ذباب السيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية