صفحة جزء
92 - حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة العمري ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك : أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان ، فكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق [ ص: 93 ] فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر عثمان زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ينسخونها في المصاحف ، وقال للرهط القرشيين الثلاثة : إذا أنتم اختلفتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن ، فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا ، حتى إذا نسخت الصحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه مما فيه القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يمحا أو يحرق . قال إبراهيم : قال الزهري : فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول : فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت المصاحف ، وقد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، فالتمستها فوجدتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فألحقتها في سورتها في المصحف .

التالي السابق


الخدمات العلمية