صفحة جزء
قوله : [16] باب متى يستوجب [الرجل] القضاء؟ .

وقال الحسن : أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى ، ولا يخشوا الناس ، ولا يشتروا بآياتي ثمنا قليلا ، ثم قرأ يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق . . . إلى آخر الآية .

وقرأ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا . . . الآية - إلى - الكافرون وقرأ وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم - إلى قوله - حكما وعلما قال : فحمد سليمان ولم يلم داود ، ولولا ما [ ص: 292 ] ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا فإنه أثنى على هذا بعلمه ، وعذر هذا باجتهاده .

وقال مزاحم بن زفر : قال لنا عمر بن عبد العزيز : خمس إذا أخطأ القاضي منهن (خصلة ) كانت فيه وصمة : أن يكون فهما ، حليما ، عفيفا ، صليبا ، عالما ، سؤولا عن العلم .

أما أثر الحسن; فأخبرنا به أبو العباس أحمد بن الحسن ، قراءة عليه ، أنا أحمد ابن كشتغدي ، أنا أبو الفرج بن الصيقل ، عن أبي المكارم التيمي ، أن أبا علي الحداد ، أخبره : أنا أبو نعيم ، ثنا أبو إسحاق بن حمزة ، ثنا محمد بن خلف ، ثنا محمد بن إبراهيم (مربع ) ، ثنا سعيد ، ثنا أبو العوام ، عن قتادة ، عن الحسن ، به .

وأنبئت ، عن غير واحد ، عن أحمد بن يعقوب ، أن أبا المعالي بن اللحاس ، أخبره : عن أبي القاسم بن البسري ، أنا أبو أحمد الفرضي ، ثنا محمد بن يحيى الصولي ، ثنا القاسم بن إسماعيل ، ثنا محمد بن سلام ، ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، قال : "دخلنا مع الحسن على إياس بن معاوية حين استقضي ، قال : فبكى إياس ، وقال : يا أبا سعيد ، يقولون : القضاة ثلاثة ، اثنان في النار ، وواحد في الجنة ، فقال الحسن : إن فيما قضى الله عليك في نبأ سليمان ما يرد على من قال هذا . وقرأ وداوود وسليمان - إلى قوله - شاهدين فحمد سليمان لصوابه ، ولم يذم داود لخطئه .

[ ص: 293 ] وأخبرنا عبد الله بن عمر بن علي ، قال : قرئ على عائشة بنت علي بن عمر ، وأنا أسمع ، أن (أحمد بن ) علي بن يوسف ، أخبرهم : أنا أبو القاسم البوصيري ، أنا علي بن الحسين الفراء ، أنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل ، أنا أبي ، أنا أحمد بن مروان ، ثنا أحمد بن يوسف ، ثنا أبو عبيد ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا حماد بن سلمة فذكر نحوه .

وأما رواية مزاحم ، فقال سعيد بن منصور في السنن : حدثنا عباد بن عباد ، ثنا مزاحم بن زفر ، قال : قدمنا على عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه ) في خلافته (وفدا ) من أهل الكوفة ، فسألنا عن بلادنا وقاضينا وعن أمره ، وقال : خمس إذا أخطأ القاضي منهن خصلة ، كانت فيه وصمة صماء : أن يكون (فهما ) حليما ، عفيفا ، عالما ، سؤولا عن العلم .

رواه ابن سعد ، عن عفان ، عن عباد نحوه .

قال : وأنا محمد بن عبد الله الأسدي ، ثنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن عبد العزيز ، قال : "لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال : عفيف ، حليم ، عالم بما كان قبله ، يستشير ذوي الرأي ، لا يبالي بملامة الناس" .

التالي السابق


الخدمات العلمية