فصل في
بيان شرطه فيه ، وما اتصل بذلك من قصته مع الذهلي :
أخبرنا
أبو الفرج بن حماد ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=17415يونس بن أبي إسحاق ، عن
علي بن الحسين ، أنا
المبارك بن أحمد في كتابه ، قال : قال
أبو الفضل محمد بن طاهر الحافظ : أعلم أن
شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم أن يخرجا الحديث المتفق على ثقة نقلته إلى الصحابي المشهور ، من غير اختلاف بين الثقات الأثبات ، ويكون إسناده متصلا ، غير مقطوع ، وإن كان للصحابي راويان فصاعدا فحسن ، وإن لم يكن له إلا راو واحد ، وصح الطريق إليه أخرجاه .
قال : وأما ما أخبرنا
أبو بكر بن خلف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله ، قال : القسم الأول من الصحيح اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم ، وهو الدرجة الأولى من الصحيح : ومثاله الحديث الذي يرويه الصحابي المشهور عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وله راويان ثقتان ، ثم يرويه عنه التابعي المشهور بالرواية عن الصحابي ، وله راويان ثقتان ، ثم يرويه عنه من اتباع التابعين الحافظ المتقن المشهور ، وله رواة من الطبقة الرابعة ، ثم يكون شيخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم حافظا ، متقنا ، مشهورا .
[ ص: 424 ] قال
ابن طاهر : وهذا الشرط حسن لو كان موجودا في كتابيهما إلا أن قاعدته منتقضة ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرج حديث
المسيب بن حزن ، ولم يرو عنه غير ابنه
سعيد ، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=21108عمرو بن تغلب ، ولم يرو عنه غير
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري ، وغير ذلك ، فبان أن القاعدة انتقضت على
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم .
أخبرنا
أبو الحسن بن أبي المجد ، عن
محمد بن يوسف ، أن
العلامة تقي الدين بن الصلاح ، أخبره ، قال : أول من صنف في الصحيح
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي ، وتلاه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ، قال : وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز .
وأما ما رويناه عن
الإمام الشافعي عن أنه قال : "ما أعلم في الأرض كتابا في العلم أكثر صوابا من كتاب
مالك ، ومنهم من رواه بغير هذا اللفظ ، فإنما قال ذلك قبل وجود الكتابين ، ثم إن كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أصح الكتابين صحيحا ، وأكثرهما فوائد .
وأما ما رويناه عن
أبي علي الحافظ النيسابوري ، أستاذ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من أنه قال : ما تحت أديم السماء [كتاب] أصح من كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ، فهذا [و] قول من فضل من شيوخ
المغرب كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم على
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، إن كان المراد أن كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم يترجح بأنه لم يمازجه غير الصحيح ، فإنه ليس فيه بعد خطبته إلا الحديث [الصحيح] مسرودا ، غير ممزوج بمثل ما في كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، في تراجم أبوابه من الأشياء التي لم يسندها على الوصف المشروط في الصحيح ، فهذا لا بأس به ، وليس يلزم منه أن كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أرجح فيما يرجع إلى نفس الصحيح على كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وإن كان المراد به أن كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أصح صحيحا فهذا مردود على من يقوله .
وقرأت بخط العلامة
أبي زكريا النووي ، رحمه الله ، واتفق الجمهور على أن
[ ص: 425 ] صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أصحهما صحيحا ، وأكثرهما فوائد ، قال : وقال
الحافظ أبو علي النيسابوري وبعض علماء
المغرب : صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أصح . وأنكر العلماء عليهم ذلك والصواب ترجيح صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قلت : لم يصرح
أبو علي بأن كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أصح من كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، بل المنقول عنده ما قدمناه بلفظه ، ولعل مراده هو الذي تخيله
ابن الصلاح . ثم ظهر لي مراد
nindex.php?page=showalam&ids=18322أبي علي ، وهو أن
مسلما لما صنف كتابه صنفه ببلده من كتبه ، فألفاظ المتون التي عنده محررة .
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري صنفه في بلاد كثيرة ، في سنين عديدة ، وكتب منه كثيرا من حفظه ، فوقع في بعض المتون رواية بالمعنى واختصار وحذف ، فلذا قال
أبو علي ما قال ، مع أن قوله معارض ، يقول
الحاكم أبي أحمد الكرابيسي أستاذ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أيضا ، فإنه قال فيما أخبرنا
عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله ، عن
أحمد بن بيان ، عمن سمع
السلفي ، أنا
إسماعيل بن عبد الجبار ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14251الحافظ أبو يعلى الخليلي ، سمعت
عبد الرحمن بن محمد بن فضالة ، يقول : سمعت
أبا أحمد الكرابيسي الحافظ ، رحمه الله ، يقول : رحم الله
محمد بن إسماعيل الإمام . فإنه الذي ألف الأصول ، وبين للناس . وكل من عمل بعده ، فإنما أخذه من كتابه
كمسلم بن الحجاج ، فرق أكثر كتابه في كتابه ، وتجلد فيه حق الجلادة ، حيث لم ينسبه إليه ، ومنهم من أخذ كتابه ، فنقله بعينه إلى نفسه ،
كأبي زرعة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبي حاتم ، فإن عاند الحق معاند فيما ذكرت ، فليس يخفى صورة ذلك على ذوي الألباب .
[ ص: 426 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في كتاب المدخل له : أما بعد فإني نظرت في الجامع الذي ألفه
nindex.php?page=showalam&ids=12070أبو عبد الله البخاري ، فرأيته كتابا جامعا - كما سمى - لكثير من السنن الصحيحة ، ودالا على جمل من المعاني الحسنة المستنبطة التي لا يكمل لمثلها إلا من جمع من معرفة علم الحديث ونقلته ، والعلم بالروايات وعللها ، علما بالفقه واللغة ، وتمكنا منها ، وتبحرا فيها ، وكان - يرحمه الله - الرجل الذي قصر زمانه وعمره على تتبع الأخبار ، وطلبها من مظانها ، وعانى الرجل فيها ، والإقامة على أهلها في كل مصر من الأمصار المعروفة ، وقصد من كان معروفا في عصره في عامة الأطراف من المحدثين المشهورين بالمعرفة ، فبرع في ذلك ، وبلغ الغاية ، واجتهد في حسن الوصف والتأليف ، فحاز قصب السبق في ذلك ، وجمع إلى ذلك حسن النية والقصد للخير ، فنفعه الله ونفع به .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : وقد سمعت من يحكي عنه أنه قال : لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا ، وما تركت من الصحيح أكثر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : فإخراجه ما أخرج صحيح محكوم بصحته ، وليس ترك ما ترك حكما منه بإبطاله ، وقد نحا نحوه ممن عرفته من المؤلفين جماعة .
منهم
الحسن بن علي الحلواني الخلال ، فجمع ولم يفصل ، واقتصر على اليسير
[ ص: 427 ] من الكثير .
ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود السجستاني ، وهو في عصر
أبي عبد الله ، فسلك فيما (سلكه ) شيئا ، ذكر ما (روي في الشيء ) وإن كان في السند ضعيف ، إذا لم يرو فيها غيره ، وذكر الشيء وخلافه ، في الظاهر من غير تنبيه على مخرجها .
ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج وهو أيضا يقارب
عبد الله في العصر ، فرام مرامه ، وكان أيضا ممن يأخذ عنه ، أو عن كتبه ، إلا أنه لم يضايق نفسه مضايقة
أبي عبد الله . وروى عن جماعة كثيرة لم (يعرض )
محمد بن إسماعيل للرواية عنهم ، وكل قصد الخير ، وما هو الصواب عنده ، غير أن أحدا منهم لم يبلغ من التشديد مبلغ
أبي عبد الله ، ولا تسبب إلى استنباط المعاني ، واستخراج لطائف فقه الحديث ، وتراجم الأبواب الدالة على ما له وصلة بالحديث المروي فيه بسببه ، ولله الفضل يختص به من يشاء .
قلت : ومما يرجح به كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري اشتراط اللقي في الإسناد المعنعن ، وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني شيخه ، وعليه العمل من المحققين من أهل الحديث ، بخلاف
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم فإنه ذكر في خطبة كتابه : إنه يكتفي بإمكان اللقي وبالمعاصرة ، ونقل فيه الإجماع ، وهو منتقض عليه ، وزعم أن الذي اشترط اللقي اخترع شيئا لم يوافقه عليه أحد ، وليس كذلك ، بل هو (المتعين ) ، ومنه يظهر أن شرط
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أضيق من
[ ص: 428 ] شرطه ، فلذا كان
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أشد تحريا ، وأقوى (توقيا ) . وقد قال الإمام الحافظ الناقد الذي لم تخرج
بغداد مثله ،
nindex.php?page=showalam&ids=14269أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني : لولا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لما راح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ولا جاء . هذا مع اعتراف
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم للبخاري بالفضل والتقدم في الفن ، ومسألته إياه عن العلل ، ورجوعه إليه فيها ، ومعاداته
nindex.php?page=showalam&ids=14327لمحمد بن يحيى الذهلي ، شيخ بلده لأجله ، فقد قرأت على
عبد الله بن محمد المقدسي ، أنبأكم
أحمد ابن نعمة شفاها ، عن
جعفر بن علي ، أن
السلفي أخبرهم : أنا
أبو الفتح (الماكي ) القاضي ، أنا
الخليل بن عبد الله الحافظ ، أخبرني
أبو محمد المخلدي في كتابه ، أنا
أبو حامد الأعمش الحافظ ، قال : كنا عند
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل البخاري ،
بنيسابور فجاء
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ، فسأله عن حديث
عبيد الله بن عمر ، عن
أبي الزبير ، عن
جابر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=670539بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية ، ومعنا أبو عبيدة . الحديث بطوله . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس ، ثنا أخي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن
عبيد الله ، وذكر الحديث بتمامه ، قال : فقرأ عليه إنسان حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، (عن أبيه ) ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=676140كفارة المجلس واللغو إذا قام العبد أن يقول : "سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك" . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : في الدنيا أحسن من هذا الحديث؟
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن [ ص: 429 ] جريج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، تعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثا؟ فقال
محمد بن إسماعيل : إلا أنه معلول ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : "لا إله إلا الله ، وارتعد" ، أخبرني به ، قال : استر ما ستر الله ، هذا حديث جليل ، رواه الناس عن
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . فألح عليه ، وقبل رأسه ، وكاد أن يبكي ، فقال : أكتب إن كان (لا ) بد . ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل ، ثنا
وهيب ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
عون ابن عبد الله ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=911766 "كفارة المجلس" ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : لا يبغضك إلا حاسد (وأشهد ) أن ليس في الدنيا مثلك ، قلت : إسناد هذه الحكاية صحيح .
وقد رواها
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في تاريخ
نيسابور ، عن
أبي محمد المخلدي ، وقد رويت على لفظ آخر فقرأت على
أبي محمد بن قدامة ،
بصالحية دمشق ، عن
محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء ، أن
الحافظ أبا علي البكري ، أخبره : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=21363القاسم بن عبد الله بن عمر ، أنا
وجيه ابن طاهر ، أنا
أحمد بن علي بن خلف . ح . وأنبئت ، عن
أبي نصر الشيرازي عن جده ، أن
الحافظ أبا القاسم بن عساكر ، أخبره : أنا
أبو المعالي الفارسي ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي ، قالا : أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، سمعت
أبا نصر أحمد بن محمد الوراق ، يقول : سمعت
أحمد بن حمدون القصار ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ، وجاء إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل البخاري ، فقبل بين عينيه ، وقال : دعني حتى أقبل رجليك ، يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين ، وطبيب الحديث (وعلله ) ، حدثك
محمد بن سلام ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17057مخلد بن يزيد الحراني ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في كفارة المجلس إلى هنا اتفقا ، وزاد
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في روايته ، فقال
محمد بن إسماعيل : وحدثنا
[ ص: 430 ] nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، قالا : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : في
nindex.php?page=hadith&LINKID=676140كفارة المجلس ، أن يقول إذا قام من مجلسه : "سبحانك ربنا وبحمدك" فقال
محمد بن إسماعيل ، هذا حديث
مليح ، ولا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا حديثا غير هذا ، إلا أنه معلول ، حدثنا به
nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل ، ثنا
وهيب ، ثنا
سهيل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16735عون بن عبد الله ، قوله . قال
محمد بن إسماعيل : هذا أولى ، ولا يذكر
لموسى بن عقبة مسندا عن
سهيل . هذا لفظ رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، وفي رواية الآخر ، فقال
محمد بن إسماعيل : لا أعلم في الباب غير هذا الحديث الواحد ، كذا وقع في علوم الحديث للحاكم ، وهو وهم ، لا يتصور وقوعه من مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، لأن في الباب جملة أحاديث من غير هذا الوجه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في التاريخ : لما استوطن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بنيسابور أكثر
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه ، فلما وقع بين
nindex.php?page=showalam&ids=14327الذهلي وبين
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ما وقع بسبب مسألة اللفظ ، ومنع الناس عنه ، انقطعوا عنه إلا
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج ،
وأحمد بن سلمة ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14327الذهلي : إلا من قال باللفظ ، فلا يحل له أن يحضر مجلسنا ، فأخذ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم رداءه فوق عمامته ، وقام على رؤوس الناس ، وبعث إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14327الذهلي ما كان كتب عنه على ظهر (حمال ) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : قدم
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سنة خمسين ومائتين ، فأقام بها (خمس سنين ) يحدث على الدوام ، فسمعت
محمد بن حامد البزار يقول : سمعت
الحسن بن محمد بن جابر ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي ، يقول : اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح العالم فاسمعوا منه ، قال : فذهب الناس إليه ، وأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل
[ ص: 431 ] في مجلس
محمد بن يحيى ، فتكلم فيه بعد .
وقال
حاتم بن أحمد بن محمود : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج يقول : لما قدم
محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت واليا ، ولا عالما فعل به أهل
نيسابور ما فعلوا
بمحمد بن إسماعيل ، استقبلوه مرحلتين من البلد ، أو (ثلاث ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي في مجلسه : من أراد أن يستقبل
محمد بن إسماعيل غدا فليستقبله ، فإني أستقبله ، فاستقبله
محمد بن يحيى وعامة علماء
نيسابور فدخل البلد ، فقال لنا
محمد بن يحيى : لا تسألوه عن شيء من الكلام ، فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه ، وشمت بنا كل ناصبي ، ورافضي ، وكل جهمي ، ومرجئ
بخراسان . قال فازدحم الناس على
محمد بن إسماعيل ، حتى امتلأت الدار والسطوح ، فلما كان اليوم الثاني أو الثالث من قدومه ، قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن ، فقال : أفعالنا مخلوقة ، وألفاظنا من أفعالنا ، قال : فوقع بين الناس اختلاف ، فقال بعضهم : قال لفظي بالقرآن مخلوق . وقال
[ ص: 432 ] بعضهم : لم يقل . فوقع بينهم اختلاف حتى قام بعضهم إلى بعض ، فاجتمع أهل الدار فأخرجوهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13357أبو أحمد بن عدي ، ذكر لي جماعة من المشايخ ، أن
محمد بن إسماعيل لما ورد
نيسابور واجتمع الناس (عليه ) ، حسده بعض من كان في ذلك الوقت من المشائخ لما رأى من إقبال الناس عليه ، فقال لأصحاب الحديث : إن
محمد بن إسماعيل يقول : اللفظ بالقرآن مخلوق ، فامتحنوه ، فلما حضر الناس مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قام إليه رجل . فقال : يا
أبا عبد الله ! ما تقول في اللفظ بالقرآن؟ مخلوق هو أو غير مخلوق؟ فأعرض عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولم يجبه ثلاثا ، فالتفت إليه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الثالثة . فقال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأفعال العباد مخلوقة ، والامتحان بدعة ، فشغب الرجل وشغب الناس ، وتفرقوا عنه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : حدثنا
أبو بكر بن الهيثم ، ثنا
الفربري ، قال : سمعت
محمد بن إسماعيل ، يقول : (أما ) أفعال العباد مخلوقة ، فقد حدثنا
علي بن عبد الله ، ثنا
مروان ابن معاوية ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12139أبو مالك ، عن
ربعي ، عن
حذيفة ، قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3504330إن الله يصنع كل صانع وصنعته ، قال : وسمعت
عبيد الله بن سعيد ، يقول : (سمعت
يحيى بن سعيد ) يقول : ما زلت أسمع أصحابنا يقولون : إن أفعال العباد مخلوقة . قال
محمد بن إسماعيل : حركاتهم ، وأصواتهم ، واكتسابهم ، وكتابتهم مخلوقة . فأما القرآن المبين : المثبت في (المصحف ) ، الموعى في القلوب ، فهو كلام الله غير مخلوق . قال الله تعالى :
بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم .
[ ص: 433 ] قال : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه : أما الأوعية ، فمن يشك أنها مخلوقة؟ (وقال )
nindex.php?page=showalam&ids=12773أبو حامد بن الشرقي : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى الذهلي ، يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن زعم لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو مبتدع ، لا يجالس ، ولا يكلم ، ومن ذهب بعد هذا إلى
محمد بن إسماعيل ، فاتهموه ، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه .
قلت : لم يصرح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قط بقوله : لفظي بالقرآن مخلوق ، بل كان يتبرأ منها ، ويكذب من عزاها إليه ، مع اعتقاده أن حركة اللسان مخلوقة .
قرأت على
فاطمة بنت المنجا بدمشق ، عن
سليمان بن حمزة ، أن
الضياء محمد بن عبد الواحد الحافظ ، أخبرهم : أنا
السلفي في كتابه ، أنا
المبارك بن عبد الجبار ، أنا
هناد بن إبراهيم ، أنا
محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ، ثنا
خلف بن محمد بن إسماعيل ، سمعت
أبا عمرو أحمد بن نصر النيسابوري الخفاف (ببخارى) ، يقول : كنا يوما عند
أبي إسحاق (القرشي ) ، ومعنا
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي ، فجرى ذكر
محمد بن إسماعيل فقال
nindex.php?page=showalam&ids=21938محمد بن نصر : سمعته يقول : من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو كذاب ، فإني لم أقله . فقلت له : يا
أبا عبد الله ! قد خاض الناس في هذا فأكثروا ، فقال : ليس إلا ما أقول لك . قال
أبو عمرو : فأتيت
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فناظرته في شيء من الحديث حتى طابت نفسه ، فقلت : يا
أبا عبد الله ! ها هنا أحد يحكي عنك أنك تقول : لفظي بالقرآن مخلوق ، فقال : يا
أبا عمرو !
[ ص: 434 ] احفظ ما أقول لك ، من زعم من أهل
نيسابور (وغيرها سمى بلادا كثيرة ) أني قلت : لفظي بالقرآن مخلوق ، فهو كذاب ، فإني لم أقله إلا أني قلت : أفعال العباد مخلوقة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
محمد بن صالح بن هانئ ، يقول : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12258أحمد بن سلمة ، يقول : دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، فقلت : يا
أبا عبد الله ! إن هذا رجل يعني
nindex.php?page=showalam&ids=14327الذهلي ، مقبول
بخراسان خصوصا في هذه المدينة ، وقد لح في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه ، فما ترى؟ فقبض على لحيته ، ثم قال :
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام
بنيسابور أشرا ، ولا بطرا ، ولا طلبا للرئاسة ، وإنما أبت علي نفسي الرجوع إلى الوطن لغلبة المخالفين ، وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير ، ثم قال : يا
أحمد ! إني خارج غدا لتتخلصوا من (حديثه ) لأجلي .
وقال
الحافظ أبو عبد الله الأخرم : لما قام
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بن الحجاج وأحمد بن سلمة من مجلس
محمد بن يحيى ، بسبب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14327الذهلي : لا (يساكنني ) هذا الرجل في البلد ، فخشي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وسافر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه ، سمعت
[ ص: 435 ] nindex.php?page=showalam&ids=21942محمد بن نعيم ، يقول : سألت
محمد بن إسماعيل لما وقع في شأنه ما وقع عن الإيمان فقال : قول وعمل ، ويزيد وينقص ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، وأفضل أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،
أبو بكر ، ثم
عمر ، ثم
عثمان ، ثم
علي ، على هذا حييت وعليه أموت ، وعليه أبعث إن شاء الله .