صفحة جزء
قوله: [29] باب إذا جامع في رمضان.

ويذكر عن أبي هريرة رفعه: "من أفطر يوما من رمضان من غير (عذر) ولا مرض لم يقضه (صوم) الدهر، وإن صامه" وبه قال ابن مسعود.

وقال سعيد بن المسيب، والشعبي، وابن جبير، وإبراهيم، وقتادة، وحماد: يقضي [ ص: 170 ] يوما مكانه. انتهى.

أما حديث أبي هريرة ، فقرأت على أبي الفرج بن حماد، أخبركم أحمد بن منصور، أن علي بن أحمد المقدسي، أخبرهم" عن أبي المكارم اللبان، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن حبيب بن أبي تائب، سمعت عمارة بن عمير، يحدث عن أبي المطوس، قال حبيب: وقد رأيت أبا المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة، رخصها الله تعالى له لم يقض عنه. وإن صام الدهر كله".

وقرأت على أبي المعالي الأزهري أن عليك بن عبد الله، أخبرهم: أنا النجيب، أنا أبو الفرج القصري، أنا ابن الحصين، أنا الجوهري، أنا ابن حمدان. ح. وقرئ على عبد الله بن عمر [الحلاوي] ، وأنا أسمع، أخبركم محمد بن أحمد بن خالد أن أبا محمد بن السكري، أخبره: عن عفيفة بنت أحمد أن عبد الواحد بن محمد، أخبرهم: أنا أبو نعيم، ثنا أبو علي بن الصواف، قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي تائب، عن أبي المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة به، نحوه ولم يذكر عمارة.

رواه ابن خزيمة في صحيحه: عن بندار، عن أبي داود، فوقع لنا بدلا عاليا.

ورواه النسائي، عن محمود، عن أبي داود به. وعن عمرو بن علي، عن أبي نعيم به. فوقع لنا بدلا له عاليا في الروايتين.

ورواه البيهقي: عن أبي بكر بن فورك، عن عبد الله بن جعفر، فوقع لنا بدلا [ ص: 171 ] له عاليا أيضا.

ورواه أصحاب السنن الأربعة من حديث سفيان الثوري. وأبو داود، والنسائي من حديث شعبة أيضا. وفيه اضطراب واختلاف. قال الترمذي: سألت محمدا، يعني البخاري عن هذا الحديث، فقال أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس، لا أعرف غير هذا الحديث.

وقال في التاريخ: تفرد بهذا الحديث، ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا؟ انتهى.

ومن الاضطراب الذي فيه رواية زيد بن أبي أنيسة له: عن حبيب بن أبي ثابت، عن علي بن الحسين، عن أبي هريرة ، موقوفا. ورواية كامل بن العلاء، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن أبي المطوس.

وله طريق أخرى عن أبي هريرة ، رواها الدارقطني من حديث عمار بن مطر، عن قيس، عن عمر بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالك، عن أبي هريرة . وقيس هو ابن الربيع مختلف في الاحتجاج به.

[ ص: 172 ]

ورواه يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن حبيب، عن عمارة، بمثل رواية شعبة.

ورواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب، قال: حدثني أبو المطوس، ولم يذكر عمارة.

أخبرنا بذلك الحافظ أبو الفضل بن الحسين، أنا محمد بن محمد بن يحيى، أنا عبد الرحيم بن يوسف، أنا عمر بن محمد [بن طبرزد] ، أنا محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمد النحوي، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا يحيى، وعبد الرحمن، فرقهما، به.

وهكذا رواه مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، والثوري جميعا.

وأما قول ابن مسعود، فأخبرنا أحمد بن أبي بكر في كتابه، أن عيسى بن عبد الرحمن، أخبره: أنا محمد بن إبراهيم الإربلي، عن شهدة بنت الإبري، سماعا، أن طراد بن محمد بن علي الزينبي، أخبرهم: أنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أنا الحسين بن يحيى بن عباس، ثنا إبراهيم بن محشر، ثنا عبيدة بن حميد، عن منصور، عن واصل، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري قال: حدثت أن عبد الله بن مسعود، قال: "من أفطر يوما من رمضان من غير علة، لم يجزه صيام الدهر، حتى يلقى الله، عز وجل، فإن شاء غفر له، وإن شاء عذبه".

رواه البيهقي في السنن الكبير: عن هلال الحفار، فوافقناه فيه بعلو درجة على طريقه.

وهكذا رواه عبد الرزاق ، عن الثوري، عن واصل الأحدب. وإسناده صحيح لو فسر المغيرة من حدثه.

ثم رأيته في مصنف ابن أبي شيبة، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن واصل، [ ص: 173 ] عن مغيرة، عن فلان بن الحارث، عن ابن مسعود به. والرجل مع ذلك مبهم، لكن يعتضد بمجيئه من وجه آخر.

قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، عن عبد الملك، ثنا أبو المغيرة الثقفي، عن عرفجة، قال: قال عبد الله بن مسعود: "من أفطر يوما من رمضان متعمدا، من غير علة، ثم قضى طول الدهر، لم يقبل منه".

(وأخرجه الطبراني في الكبير أيضا).

وأما قول سعيد بن المسيب، فقال عبد الرزاق في مصنفه: عن معمر، عن قتادة، قال: سألت ابن المسيب، عن رجل أكل في رمضان عامدا، قال: عليه صيام شهر (قال): قلت: فيومين؟ قال: صيام شهر. قال: فعددت أياما، فقال: صيام شهر (هكذا قال).

وقد رويناه من طريق سعيد مرفوعا مرسلا، قال مسدد، في مسنده: ثنا يحيى، عن ابن عجلان، أنا المطلب هو عبد الله بن حنطب، عن سعيد بن المسيب، أن رجلا أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: "إني أفطرت يوما من رمضان، قال: تصدق لما صنعت، وصم يوما مكانه، واستغفر الله عز وجل".

[ ص: 174 ]

وقال عبد الرزاق : عن معمر، عن أيوب، عن رجل، عن ابن المسيب، في الذي يقع على أهله في رمضان، قال: قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: "أعتق رقبة" قال: لا أجد، قال: "فتصدق بشيء". قال: لا أعلمه إلا قال: "فاقض يوما مكانه".

وقال ابن أبي شيبة : حدثنا عبدة، عن عاصم، قال: أرسل أبو قلابة إلى ابن المسيب، يسأله عن رجل أفطر يوما من رمضان متعمدا، فقال سعيد: يصوم مكان كل يوم أفطر شهرا. فاختلفت الرواية عن ابن المسيب في ذلك.

وأما قول الشعبي فسيأتي.

وقال سعيد بن منصور في السنن: حدثنا هشيم، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي "في رجل أفطر في رمضان، قال: يصوم يوما مكانه، ويستغفر الله".

ورواه ابن أبي شيبة : عن وكيع، عن إسماعيل به.

أما قول سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي جميعا، فقال البيهقي: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، أنا سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم هو النخعي ح وعن سعيد، عن يعلى، عن سعيد بن جبير "في رجل أفطر في رمضان يوما متعمدا قالا: ما ندري ما كفارته؟ يصوم يوما مكانه، وليستغفر الله".

رواه سعيد بن منصور في سننه: عن هشيم، عن مغيرة.

ورواه ابن أبي شيبة ، عن شريك، عن مغيرة، عن إبراهيم، به.

[ ص: 175 ]

وقال ابن أبي شيبة : حدثنا عبدة، عن سعيد، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير "في رجل أفطر يوما من رمضان، متعمدا، قال: ليستغفر الله من ذلك، ويتوب إليه، ويقضي يوما مكانه".

وأما قول قتادة، فقال عبد الرزاق : عن معمر، عن الحسن، وقتادة، به، في حديث المجامع.

وأما قول حماد، فرواه عبد الرزاق ، عن ابن عيينة، عن شيخ من بجيلة، قال: سألت الشعبي، عن رجل أفطر يوما من رمضان. قال: ما يقول فيه المغاليق؟ ثم قال الشعبي: يصوم يوما مكانه، ويستغفر الله.

قال عبد الرزاق : وقاله أبو حنيفة، عن حماد، هو ابن أبي سليمان.

التالي السابق


الخدمات العلمية