صفحة جزء
قوله في: [17] باب من أنظر [موسرا] .

عقب حديث [2077] زهير ، عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم [فقالوا] : أعملت من الخير شيئا، قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجاوزوا عن الموسر، قال، قال: فتجاوزوا عنه".

وقال أبو مالك ، عن ربعي ، وقال أبو عوانة ، عن عبد الملك ، عن ربعي "أنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر" وقال نعيم بن أبي هند ، عن ربعي "فأقبل من الموسر، وأتجاوز عن المعسر".

أما حديث أبي مالك ، فأخبرنا به الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، بقراءتي عليه، أخبركم عبد الله بن محمد ، أن علي بن أحمد [السعدي] ، أخبره عن المؤيد ابن عبد الرحيم ، وغيره، أن سعيد بن أبي الرجاء ، أخبره: أنا أحمد بن محمد بن النعمان ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ، ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، ثنا مروان بن معاوية ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ، رفعه، قال: يؤتى الله بعبد من عباده، فيقول له: ماذا عملت لي؟ فيقول: ما عملت لك شيئا أرجو به كبيرا من صلاة، ولا صوم، إنك كنت أعطيتني فضلا من مال، فكنت أخالط الناس، فأيسر على الموسر، وأنظر المعسر، قال: فقال الله، عز وجل: "فنحن أحق بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي" قال: فيغفر له.

قال أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري: هكذا سمعناه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم. تابعه يزيد بن هارون ، عن أبي مالك. ورواه أبو خالد الأحمر ، عن أبي مالك ، [ ص: 217 ] فقال في روايته: فقال عقبة بن عامر الجهني ، وأبو مسعود الأنصاري ، هكذا سمعناه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

رواه مسلم في صحيحه: عن أبي سعيد الأشج ، عن أبي خالد ، وزعم خلف ، وتبعه المزي أن الأشج وهم في قوله عقبة بن عامر ، قال خلف: والحديث إنما يحفظ من حديث عقبة بن عمرو أبي مسعود.

قلت: قد تابع الأشج على هذا، عن أبي خالد الإمام الكبير إسحاق بن راهويه ، كما، أخبرني أبو الفرج بن الغزي ، عن علي بن إسماعيل ، سماعا، أنا أبو الفرج بن الصيقل ، أنا مسعود بن أبي منصور ، في كتابه، أن الحسن بن أحمد [الحداد] ، أخبره: أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو أحمد، يعني ابن الغطريف ، ثنا ابن شيرويه ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا أبو خالد الأحمر ، ثنا سعد بن طارق، هو أبو مالك الأشجعي به. ثم وجدت الدارقطني قد صرح بأن الوهم فيه من أبي خالد ، فهو أشبه، والله أعلم.

وأما حديث شعبة ، فأسنده المؤلف في الاستقراض، عن مسلم بن إبراهيم ، عنه. ولفظه "فأتجوز عن الموسر، وأخفف عن المعسر".

وقال ابن ماجه: حدثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو عامر ، ثنا شعبة ، عن عبد الملك ابن عمير ، سمعت ربعي بن حراش ، يحدث عن حذيفة ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم "إن رجلا مات فقيل له: ما عملت؟ فإما ذكر، أو ذكر، قال: إني كنت أتجوز في السكة والنقد، وأنظر المعسر، فغفر الله له".

[ ص: 218 ] وأما حديث أبي عوانة ، فأسنده المؤلف في ذكر بني إسرائيل، عن موسى بن إسماعيل ، عنه، به.

وأما حديث نعيم بن أبي هند ، فقرأته على أبي الفرج بن الغزي ، بالسند المذكور آنفا، إلى إسحاق بن إبراهيم ، ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن نعيم بن أبي هند ، قال: اجتمع حذيفة ، وأبو مسعود ، فقال حذيفة: رجل لقي ربه، فقال: ما عملته؟ فقال: ما عملت من شيء، غير أني كنت ذا مال، فكنت أطالب به الناس، فكنت أقبل من الموسر، وأتجاوز عن المعسر، فقال: "تجاوزوا عن عبدي". فقال أبو مسعود: هكذا سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

رواه مسلم ، عن إسحاق ، عن جرير ، فوافقناه بعلو.

التالي السابق


الخدمات العلمية