صفحة جزء
[ ص: 479 ] وأبو مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم

1257 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا أبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، عن الحارث الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله عز وجل أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فكأنه أبطأ بهن ، فأوحى الله عز وجل إلى عيسى إما أن يبلغهن أو تبلغهن ، فأتاه عيسى فقال : إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم ! فقال : يا روح الله ، لا تفعل ؛ فإني أخاف إن سبقتني بهن أن يخسف بي أو أعذب ! قال : فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ، ثم خطبهم فقال : إن الله عز وجل أوحى إلي بخمس كلمات وأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ؛ أولهن : أن لا يشركوا بالله شيئا ، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال : اعمل وارفع إلي ، فجعل العبد يرفع إلى غير سيده ، فأيكم يرضى أن [ ص: 480 ] يكون عبده كذلك ؟ فإن الله عز وجل خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا ، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا ، فإن الله عز وجل يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت ، وأمركم بالصيام ، ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك فكلهم يحب أن يجد ريحها ، وخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، وأمركم بالصدقة ، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوه إلى عنقه أو قربوه ليضربوا عنقه ، فجعل يقول لهم : هل لكم أن أفدي نفسي منكم ، فجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه ، وأمركم بذكر الله كثيرا ، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه ، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية