صفحة جزء
[ ص: 567 ] عتبان بن مالك السالمي .

1337 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، قال : سمعت الزهري ، عن محمود بن الربيع ، عن عتبان بن مالك السالمي ، قال : كنت أؤم قومي بني سالم ، وكان إذا جاءت السيول شق علي أن أجتاز واديا بيني وبين المسجد ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، إنه يشق علي أن أجتازه ، فإن رأيت أن تأتيني وتصلي في بيتي ، مكانا أتخذه مصلى ! قال : " أفعل " ، فجاءني الغد ، فاحتبسته على خزيرة ، فلما دخل لم يجلس حتى قال : " أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ " ، فأشرت إلى الموضع الذي أصلي فيه فصلى ركعتين ، فسمع به رجال الأنصار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي ، فجعلوا يجيئون حتى كثروا ، فقال رجل من أهل البيت : ما فعل [ ص: 568 ] مالك بن الدخشم ؟ فقال رجل من أهل البيت : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما يقول لا إله إلا الله ؟ " ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فلا نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل حرم النار على من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله .

قال محمود : فحدثت هذا الحديث في مجلس فيه أبو أيوب الأنصاري بأرض الروم في غزوة يزيد بن معاوية ، فأنكر علي ذلك أبو أيوب فقال : ما أرى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا قط .

قال محمود : فآليت إن الله ردني صالحا أن أسأل عتبان بن مالك عن هذا الحديث في مسجد قومه إن كان حيا ، فأهللت من إيلياء بعمرة ، ثم قدمت المدينة فوجدت عتبان شيخا كبيرا أعمى يؤم قومه ، فانتسبت له فعرفني - أو قال : سألته عن هذا الحديث ، قال : فحدثني كما حدثني أول مرة
.

[ ص: 569 ] قال الزهري : ونحن نرى أن ذاك قبل أن تنزل موجبات الأمور ، فإنه قد نزل أمر أدركنا العلماء وهم يرون ذاك ، فمن استطاع منكم أن لا يغتر فلا يغتر ، نخشى أن يكون الأمر قد صار إليها ، إن الله عز وجل فرض على أهل هذه الكلمة أمورا نخشى أن يكون الأمر قد صار إليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية