صفحة جزء
2270 - حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس ، حفظها من حفظها ، ونسيها من نسيها ، فقال : ألا إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، ألا فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى ، منهم من يولد مؤمنا ، ويحيا مؤمنا ، ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد كافرا ، ويحيا كافرا ، ويموت كافرا ، ومنهم من يولد كافرا ، ويحيا كافرا ، ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد مؤمنا ، ويحيا مؤمنا ، ويموت كافرا ، ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب ، [ ص: 615 ] ألا وشر التجار من كان سيئ القضاء سيئ الطلب ، فإذا كان حسن القضاء سيئ الطلب ، أو حسن الطلب سيئ القضاء ، فإنها بها ، ألا وإن شر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الفيء ، ألا وخير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الفيء ، فإذا كان سريع الغضب سريع الفيء فإنها بها ، وإذا كان بطيء الغضب بطيء الفيء فإنها بها ، ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم ، ألم تر إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ، فإذا كان ذلك فالأرض الأرض ، ألا إن لكل غادر لواء بقدر غدرته " قال الحسن : ينصب عند استه ، ثم رجع إلى حديث أبي سعيد ثم قال : " ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ، ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه ، ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية