صفحة جزء
705 - حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة ، قال : سمعت المنذر بن جرير يحدث عن أبيه جرير بن عبد الله قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوسا في صدر النهار ، فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار عليهم العباء - أو قال : متقلدي السيوف - عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر ، فرأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتغير لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا فأقام فصلى الظهر ، فخطب فقال : يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة [ ص: 56 ] إلى آخر الآية ، ثم قال : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد إلى آخر الآية ، تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره " ، حتى قال : " ولو بشق تمرة " ، قال : فأتاه رجل من الأنصار بصرة قد كادت كفه أن تعجز عنها ، بل قد عجزت عنها ، فدفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتتابع الناس في الصدقات ، فرأيت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كومين من طعام وثياب ، وجعل وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل كأنه مذهبة ، وقال : من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية