صفحة جزء
ثم أمر نبيه بالاحتجاج عليهم بقوله: قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينت منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا

قل أرأيتم شركاءكم معناه: أخبروني عن الذين اتخذتم وعبدتم من دوني شركاء بزعمكم، أروني ماذا خلقوا من الأرض أي: بأي شيء أوجبتم لهم شركة مع الله في العبادة لشيء خلقوه من الأرض، أم لهم شرك في السماوات أي: شركة في خلقها، ثم ترك هذا النظم، فقال: أم آتيناهم كتابا فهم على بينت منه قال مقاتل : يقول: ثم أعطينا كفار مكة كتابا فهم على بيان منه، بأن مع الله شريكا، وهو قوله: فهم على بينات منه يعني ما في الكتاب من ضروب البيان، وقرأ أبو عمرو بينة جعل ما في الكتاب بينة على لفظ الإفراد، وإن كانت عدة أشياء، ثم استأنف: بل إن يعد الظالمون أي: ما يعد بعضهم بعضا إلا غرورا قال مقاتل : يعني ما يعد الشيطان كفار بني آدم من شفاعة الآلهة لهم في الآخرة إلا باطلا، وليس بشيء.

قوله: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا يمنعهما من الزوال والذهاب والسقوط، ولئن زالتا ولو زالتا على تقدير ذلك لم يمسكهما من أحد غير الله، وهو قوله: إن أمسكهما من أحد من بعده وهذا إخبار عن عظيم قدرة الله على حفظ السماوات وإمساكها عن الزوال، إنه كان حليما عن الكفار؛ إذ لم يعجل لهم العقوبة، غفورا إذ أخر العذاب عنهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية