صفحة جزء
وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين

وآية لهم وعلامة لأهل مكة على قدرتنا، أنا حملنا ذريتهم يعني: آباءهم وأجدادهم الذين هؤلاء من نسلهم، في الفلك المشحون يعني: سفينة نوح ؛ لأن من حمل مع نوح كان هؤلاء من نسلهم، والذرية تقع على الآباء كما تقع على الأولاد، والمشحون المملوء.

وخلقنا لهم من مثله ما يركبون يعني: السفن التي عملت بعد سفينة نوح [ ص: 515 ] مثلها على هيئتها وصورتها، والمراد بهذا أن الله تعالى ذكر منته بأن خلق لهم الخشب حتى عملوا مثل سفينة نوح وركبوه للتجارات، ثم ذكر أنه بفضله يحفظهم ولو شاء أغرقهم فلم يغثهم أحد، ولم ينقذهم من الغرق، وهو قوله: وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا مغيث لهم، والصريخ هاهنا بمعنى المصرخ ولا هم ينقذون يقال: أنقذه واستنقذه إذا خلصه من مكروه.

قال ابن عباس : ولا ينقذهم من عذابي.

إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين أي: إلا أن نرحمهم ونمتعهم إلى آجالهم؛ وذلك أن الكافر متعه الله في الدنيا ورزقه فيها، فإذا ركب السفينة سلمه حتى يموت بأجله.

التالي السابق


الخدمات العلمية