يقولون ذلك تكذيبا له، فقال الله عز وجل:
اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب
اصبر يا
محمد ،
على ما يقولون من تكذيبك،
واذكر عبدنا داوود لكي تتقوى على الصبر بذكر قوته على العبادة، وهو قوله: ذا الأيد أي: ذا القوة على العبادة، وفي طاعة الله، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وكانت قوة
داود على العبادة أتم قوة، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وذلك أشد الصوم، وكان يصلي نصف الليل،
إنه أواب رجاع عن كل ما يكره الله إلى ما يحب الله.
قوله تعالى:
إنا سخرنا الجبال معه يسبحن هذا كقوله:
وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وقد مر تفسيره، وقوله:
يسبحن بالعشي والإشراق قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : غدوة وعشية، يقال: أشرقت الشمس إذا أضاءت، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه بطرق أنه فسر التسبيح بالإشراق في هذه الآية بصلاة
[ ص: 544 ] الضحى.
أخبرنا
أبو إسحاق الواعظ ، أنا
الحسين بن محمد بن الحسين ، نا
عبيد الله بن محمد بن شيبة ، نا
الحسين بن بختويه ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية محمد بن إبراهيم ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=18507الحجاج بن نصير ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=19443أبو بكر الهذلي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=939544عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، رضي الله عنه، في قوله: بالعشي والإشراق قال: كنت أمر بهذه الآية لا أدري ما هي حتى حدثتني nindex.php?page=showalam&ids=94أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دخل عليها فدعا بوضوء، فتوضأ ثم صلى الضحى، وقال: " يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق" .
"والطير" معطوفة على الجبال، كأنه قال: وسخرنا الطير،
محشورة مجموعة إليه تسبح لله معه، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان
داوود إذا سبح جاوبته الجبال واجتمعت إليه الطير، فسبحت معه، وهو قوله:
كل له أواب رجاع إلى طاعته وأمره، أي: كل له مطيع بالتسبيح معه.
"وشددنا ملكه" قوينا ملكه بالحرس والجنود، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان يحرسه كل ليلة ستة وثلاثون ألف رجل، فإذا أصبح قيل: ارجعوا فقد رضي عنكم نبي الله، وهذا قول جماعة المفسرين.