والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم
قوله:
والمطلقات يتربصن بأنفسهن الآية، يعني: المطلقات المدخول بهن البالغات غير الحوامل ؛ لأن في الآية بيان عدتهن، ومعنى
يتربصن بأنفسهن : ينتظرن انقضاء
ثلاثة قروء لا يتزوجن، لفظه خبر ومعناه: الأمر.
و "القروء": جمع قرء، وجمعه القليل: أقرؤ، وأقراء، والكثير: قروء، وهذا الحرف من الأضداد، يقال للحيض: قرء.
وللأطهار: قروء.
وأقرأت المرأة في الأمرين جميعا.
والمراد بالتي في الآية: الأطهار، في قول
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها،
nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، ومالك، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، وأهل
المدينة، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب: ما رأيت أحدا من أهل بلدنا إلا يقول: "الأقراء": الأطهار إلا
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب.
وأكثر المفسرين: على أنها الحيض، وهو قول فقهاء
الكوفة.
قوله:
ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل: [ ص: 333 ] يعني: الحبل والولد، ومعنى الآية: لا يحل لهن أن يكتمن الحمل ليطلن حق الزوج من الرجعة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: وذلك أن المرأة السوء تكتم الحمل شوقا منها إلى الزوج، وتستبطئ العدة لأن
عدة ذات الحمل أن تضع حملها، فيجب عليهن إظهار ما يخلق الله في أرحامهن من الولد، إذ لا مرجع إلى غيرهن فيه.
وقد أغلظ الله القول عليهن حيث قال:
إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر .
وقوله:
وبعولتهن هي جمع بعل، يعني: الزوج،
أحق بردهن أي: إلى النكاح والزوجية، يعني: أحق بمراجعتهن،
في ذلك أي: في الأجل الذي أمرن أن يتربصن فيه،
إن أرادوا إصلاحا لا إضرارا، وذلك أن الرجل في الجاهلية كان إذا أراد الإضرار بامرأته طلقها واحدة، وتركها حتى إذا قرب انقضاء عدتها راجعها ثم طلقها، ثم راجعها يضارها بذلك، فجعل الله
الزوج أحق بالرجعة على وجه الإصلاح لا على وجه الإضرار.
وقوله:
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف أي: للنساء على الرجال مثل الذي للرجال على النساء من الحق بالمعروف، أي: بما أمر الله به من حق الرجل على المرأة.
أخبرنا
أبو بكر الحارثي، أخبرنا
أبو الشيخ الحافظ، حدثنا
أبو يحيى الرازي، حدثنا
سهل بن عثمان العسكري، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع، عن
nindex.php?page=showalam&ids=18228بشير بن سلمان، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي: لأن الله تعالى يقول:
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وقوله:
وللرجال عليهن درجة قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: بما ساق إليها من المهر وأنفق عليها من المال.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: بالجهاد والميراث.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: المعنى: أن المرأة تنال من اللذة كما ينال الرجل، وله الفضل بنفقته وقيامه عليها.
[ ص: 334 ] .
أخبرنا
سعد بن محمد الزاهد، أخبرنا
أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان، حدثنا
عباس النرسي، حدثنا
خالد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=18629حسين بن قيس، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة، nindex.php?page=hadith&LINKID=936666عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أن امرأة من خثعم، أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أيم، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة؟ فإن استطعت ذلك تزوجت، وإلا جلست أيما، فقال: " من حق الزوج على الزوجة: إن سألها نفسها وهي على ظهر بعير لا تمنعه نفسها، ومن حق الزوج على الزوجة: أن لا تصوم تطوعا إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت ولم يقبل منها، ومن حق الزوج على الزوجة: ألا تخرج من بيته شيئا إلا بإذنه فإن فعلت كان الأجر لغيرها والإصر عليها، ومن حق الزوج على الزوجة: أن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب".
أخبرنا
أبو طاهر الزيادي، أخبرنا
أبو حامد البلالي، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15909أحمد بن منصور المروزي، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل، أخبرنا
محمد بن عمرو، عن
أبي سلمة، nindex.php?page=hadith&LINKID=699436عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال:
[ ص: 335 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمرا لأحد أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لما عظم الله من حقه عليها" وقوله:
والله عزيز حكيم أي: أنه يأمر كما أراد ويمتحن كما أحب، ولا يكون هذا إلا عن حكمة بالغة.