سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص
أخبرنا
محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر المزكي ، أنا
محمد بن عبد الله بن زكريا ، أنا
أبو العباس محمد بن عبد الرحمن ، نا
محمد بن يحيى ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=17014محمد بن كثير الصنعاني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن
أبي سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=711085قعدنا نقرأ مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تعالى عملناه فأنزل الله تعالى: سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر [ ص: 291 ] مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا إلى آخر السورة، فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال المفسرون: إن المؤمنين، قالوا: وددنا أن الله يخبرنا بأحب الأعمال إليه حتى نعمله، ولو ذهبت فيه أموالنا وأنفسنا.
فأنزل الله:
إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا فكرهوا الموت، وأحبوا الحياة، وتولوا يوم
أحد ، فأنزل الله تعالى:
لم تقولون ما لا تفعلون .
ثم ذم القول إذا لم يشفعه الفعل، فقال:
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون أي: عظم ذلك عند الله في المقت، والبغض عند الله، أي: إن الله يبغضه بغضا شديدا أن تعدوا من أنفسكم شيئا ثم لم تفوا به.
إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا أي: يصفون أنفسهم عند القتال صفا،
كأنهم بنيان مرصوص يقال: رصصت البناء أرصه رصا، إذا ضممت بعضه إلى بعض، قال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : مرصوص ملتزق بعضه إلى بعض.
أعلم الله أنه يحب من يثبت في القتال، ويلزم مكانه، كثبوت البناء المرصوص.