قوله:
يا أيها الإنسان مخاطبة للكافر،
ما غرك بربك الكريم ما خدعك، وسول لك الباطل حتى أضعت، فأوجب عليك؟ والمعنى: ما الذين أمنك من عقابه؟ يقال: غره بفلان إذا أمنه المحذور من جهته وهو غير مأمون.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=20611الوليد بن المغيرة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل : نزلت في
أبي الأشدين ، ضرب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعاقبه الله تعالى، وأنزل هذه الآية.
يقول: ما الذي غرك بربك الكريم، المتجاوز عنك؛ إذ لم يعاقبك عاجلا بكفرك؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : غره عدوه المسلط عليه، يعني: الشيطان. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : غره عفو الله عنه، حين لم يعاقبه في أول أمره.
أخبرنا
أبو إسحاق الثعالبي ، أنا
أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ ، نا
أبو علي بن جيش المقري ، نا
أبو القاسم بن الفضل المقري ، نا
علي بن الحسين ، نا
المقدمي ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=21480كثير بن هشام ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=18375جعفر بن برقان ، حدثني
[ ص: 435 ] nindex.php?page=showalam&ids=19667صالح بن مسمار ، قال: بلغني
أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ثم قال: جهله وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة، فيقول: يا ابن
آدم ما غرك بي؟ يا ابن
آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا ابن
آدم ماذا أجبت المرسلين؟ وقال
إبراهيم بن الأشعث : قيل
للفضيل بن عياض : لو أقامك الله يوم القيامة، فقال: ما غرك بربك الكريم؟ ماذا كنت تقول؟ قال: كنت أقول: غرني ستورك المرخاة. فنظمه
محمد بن السماك ، فقال:
يا كاتم الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكا غرك من ربك إمهاله
وستره طول مساويكا
وتلا
السري بن مغلس هذه الآية، فقال: غره رفق الله به. وقال
يحيى بن معاذ : لو أقامني الله بين يديه، فقال: ما غرك بي؟ قلت: غرني بك برك بي سالفا وآنفا. وقال
أبو بكر الوراق : لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ لقلت: غرني كرم الكريم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17158منصور بن عمار : لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ قلت: يا رب، ما غرني إلا ما علمته من فضلك على عبادك. وأنشد
أبو بكر بن طاهر الأبهري في هذا المعنى:
يا من غلا في الغي والتيه وغره طول تماديه
أملى لك الله فبارزته ولم تخف غب معاصيه
[ ص: 436 ] وقوله: "الذي خلقك" أي: من نطفة، ولم تك شيئا، فسواك رجلا، تسمع وتبصر، "فعدلك" جعلك معتدلا، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : جعلك قائما، معتدلا، حسن الصورة.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : عدل خلقك في العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين، والمعنى: عدل بين ما خلق لك من الأعضاء التي في الإنسان منها اثنان، وقرأ الكوفيون فعدلك بالتخفيف، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : فصرفك إلى أي صورة ما شاء. قال: والتشديد أحسن الوجهين، لأنك تقول: عدلتك إلى كذا، كما تقول: صرفتك إلى كذا، ولا يحسن عدلتك فيه، ولا صرفتك فيه، وقال
أبو علي الفارسي : معنى التخفيف: عدل بعضه ببعض، وكنت معتدل الخلقة متناسبها، فلا تفاوت فيها، ولا يلزم على هذا ما ألزم
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء .
وقوله:
في أي صورة ما شاء ركبك قال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل ،
nindex.php?page=showalam&ids=15097والكلبي : في أي شبه من أب، أو أم، أو خال، أو عم.
يدل على صحة هذا التفسير ما.
أخبرنا
أبو نصر محمد بن محمد بن عبد الله زكريا الشيباني ، أنا
أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر ، نا
أبو زكريا يحيى بن محمد بن محمد بن البحتري ، نا
أبو كامل ، نا
وهب بن سوار ، حدثني والدي
سوار ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=12134أبا قلابة حدثه،
أن رجلا من الأنصار ولد له غلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا فلان مثل من أشبه ابنك، فقال: يا رسول الله وهل عسى أن يشبه إلا أباه أو أمه؟ قال: فأنكره عليه ثم قال: إن الإنسان إذا ما أخذ في خلقه أحضر كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ في أي صورة ما شاء ركبك .