صفحة جزء
بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر

قوله تعالى: والعصر أقسم الله تعالى بالدهر؛ لأن فيه عبرة للناظرين من جهة مرور الليل والنهار على تقدير الأدوار، وقال مقاتل : أقسم الله تعالى بصلاة العصر ، وهي الصلاة الوسطى. وقال الزجاج : قال بعضهم: معناه ورب العصر.

"إن الإنسان" يعني: جميع الناس، لفي خسر الخسر كالخسران، وهو النقصان، وذهاب رأس المال، والمعنى: إن كل إنسان، يعني: الكافر؛ لاستثنائه المؤمنين، لفي ضلال حتى يموت ويدخل النار، وقال أهل المعاني: الخسر: هلاك رأس المال، والإنسان في هلاك نفسه وعمره، وهما أكثر رأس ماله، إلا المؤمن العامل بطاعة الله.

وهو قوله: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وصدقوا الله ورسوله، وعملوا بطاعته، وتواصوا بالحق أوصى بعضهم بعضا بالقرآن، وقال مقاتل : بتوحيد الله تعالى.

وتواصوا بالصبر عن معاصي الله، وعلى فرائض الله، وروى أبو أمامة ، عن أبي بن كعب ، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والعصر، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما تفسيرها؟ فقال: "والعصر قسم من الله، أقسم ربكم بآخر النهار، إن الإنسان لفي خسر أبو جهل بن هشام ، إلا الذين آمنوا أبو بكر الصديق ، وعملوا الصالحات عمر بن الخطاب ، وتواصوا بالحق عثمان بن عفان ، وتواصوا بالصبر علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم".

التالي السابق


الخدمات العلمية