قوله:
إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا أي: تجبنا، يعني
بني سلمة وبني حارثة، هما بالانصراف مع
عبد الله بن أبي المنافق، فعصمهما الله، وهو قوله: والله وليهما أي: ناصرهما.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله: فينا نزلت
إذ همت طائفتان نحن الطائفتان
بنو سلمة وبنو حارثة، وما نحب أنها لم تنزل لقول الله تعالى:
والله وليهما .
قوله تعالى:
ولقد نصركم الله ببدر الآية،
بدر: اسم موضع نصر هناك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله تعالى:
وأنتم أذلة جمع ذليل، أي: بقلة العدد وضعف الحال بقلة السلاح والمال.
أخبرنا
أبو سعد النضروي، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15018أبو بكر القطيعي، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا
يحيى، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، حدثني
أبو إسحاق، عن
حارثة قال: سمعت
عليا يقول:
لم يكن فارسا يوم بدر غير المقداد.
أخبرنا
أحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني، أخبرنا
عبيد الله بن محمد بن محمد بن بطة، أخبرنا
أبو القاسم المنيعي، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبو بكر بن عياش، عن
عاصم، عن
زر، قال:
أول من قاتل على فرس في سبيل الله nindex.php?page=showalam&ids=53المقداد بن الأسود [ ص: 487 ] .
أخبرنا
أحمد، أخبرنا
عبيد الله، أخبرنا
المنيعي، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17281وهب بن بقية، أخبرنا
خالد بن عبد الله، عن
nindex.php?page=showalam&ids=21192عمرو بن يحيى، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16281عامر بن عبد الله بن الزبير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير، عن
nindex.php?page=showalam&ids=49عامر بن ربيعة، وكان من أصحاب
بدر، قال:
كان يوم بدر الاثنين صبيحة سبعة عشر من رمضان.
أخبرنا
أبو منصور البغدادي، أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن الحسن السراج، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17099محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا
سلمة بن الفضل الأبرش، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17935إسحاق بن راشد، عن
كثير بن سليمان، عن
مقسم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال:
كان عدد أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا. [ ص: 488 ] وقوله:
فاتقوا الله لعلكم تشكرون أي: اتقوا عقاب الله بالعمل بطاعته لتقوموا بشكر نعمته.
قوله: إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم الآية،
قال nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي: بلغ المؤمنين أن كرز بن جابر الحنفي يريد أن يمد المشركين، فشق ذلك عليهم، فأنزل الله: ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم الآية.
قوله:
بلى تصديق لوعد الله بالإمداد والكفاية،
إن تصبروا على لقاء العدو،
وتتقوا معصية الله ومخالفة نبيه،
ويأتوكم من فورهم هذا ، وأصل "الفور": غليان القدر، يقال: فارت القدر تفور فورا.
ثم يقال للغضبان: فار فائره، إذا اشتد غضبه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة والربيع: من وجههم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: من غضبهم.
وقوله:
يمددكم ربكم أصل المد و "الإمداد" في اللغة: الزيادة، يقال: مد النهر، ومد الماء، إذا زاد ومده نهر آخر.
ومنه قوله تعالى:
والبحر يمده من بعده سبعة أبحر أي: يزيد منه، وأكثر ما يستعمل الإمداد في الخير، ومنه قوله:
ويمددكم بأموال وبنين ،
أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ،
وأمددناهم بفاكهة ولحم .
وقوله:
يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين أي: يزد في عددكم بهذا العدد من الملائكة.
[ ص: 489 ] ومن فتح الواو من المسومين فمعناه: معلمين قد سوموا، فهم مسومون و "السومة": العلامة، ومن كسر الواو: نسب الفعل إليهم، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم
بدر: "سوموا، فإن الملائكة قد سومت" .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: كانت سيما الملائكة يوم
بدر عمائم بيض، قد أرسلوها في ظهورهم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: مسومين بالصوف في نواصي الخيل وأذنابها.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله بن الزبير: كانت على
الزبير يوم
بدر عمامة صفراء معتجرا، فنزلت الملائكة عليها عمائم صفر.
قوله:
وما جعله الله أي: ما جعل الله ذكر المدد،
إلا بشرى لكم و "البشرى": اسم من الإبشار والتبشير،
ولتطمئن قلوبكم به فلا تجزع من كثرة العدو وقلة عدوكم.
وقوله:
وما النصر إلا من عند الله أراد الله أن لا يركن المؤمنون إلى الملائكة، وأعلمهم أنهم وإن حضروا
[ ص: 490 ] وقاتلوا فما النصر إلا من عند الله ليستعينوا به ويتوكلوا عليه.
والإمداد بالملائكة: بشرى لهم، وطمأنينة لقلوبهم، لما في البشر من الضعف، فأما حقيقة النصر فهو من عند الله، العزيز الحكيم.
وقوله:
ليقطع طرفا من الذين كفروا أي: ليهلك طائفة، وليقتل قطعة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: ليهدم ركنا من أركان الشرك بالقتل والأسر، فقتل من قادتهم وسادتهم يوم
بدر سبعون، وأسر سبعون.
وقوله:
أو يكبتهم "الكبت" في اللغة: صرع الشيء على وجهه، يقال: كبته فانكبت.
ثم يذكر والمراد به: الإخزاء والهلاك واللعن والهزيمة والإذلال. . . هذا ما ذكره المفسرون في تفسير الكبت.
وقوله:
فينقلبوا خائبين أي: يرجعوا وينصرفوا ولم يدركوا ما أملوا.
قوله تعالى:
ليس لك من الأمر شيء الآية:
أخبرنا
أبو صادق محمد بن شاذان، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا
محمد بن هشام بن ملاس النميري، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية الفزاري، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد الطويل، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=693508رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فكسرت رباعيته، وأدمي وجهه، وجعل الدم يسيل على وجهه، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: "كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم" فأنزل الله تعالى: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون [ ص: 491 ] ومعنى أو في قوله:
أو يتوب معنى حتى، وإلى أن.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: ومثل هذا في الكلام: لألزمنك أو تعطيني حقي.
على معنى: إلى أن تعطيني وحتى تعطيني.
ولما نفى الأمر عن نبيه ذكر أن جميع الأمر له، فقال:
ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: الذنب العظيم للموحدين.
ويعذب من يشاء قال: يريد المشركين على الذنب الصغير.
والله غفور لأوليائه، رحيم بهم.